إنّ من أجمل المواقف التي قد يعيشها الأشخاص مواقف النجاح سواء أكان هذا النجاح مدرسيّاً، أو نجاح في وظيفة ما، أو في مشروع خاص، أو حتى على الصعيد الشخصيّ عندما يستطيع الإنسان تغيير نمط حياته، أو حلّ مشكلة كانت تشكّل له عقبة كبيرة، ولكي تبقى تلك التفاصيل عالقة في ذهنك لا بدّ من أن تقوم بتوثيقها بقصة نجاح لتكون واحدة من سلسلة نجاحات تحقّقها في حياتك.


خطوات كتابة قصة النجاح

يمكنك كتابة قصة نجاحك من خلال اتّباع الخطوات التالية:


ارصد مشكلتك

ابدأ كتابة قصة نجاحك برصد ماضي مشكلتك، والتعبير عنها بذكر تفاصيلها، فقد تكون مشكلتك هذه مع واقع فَرضَ عليك مستوى اقتصادي معين جعلك تعاني في وقت من الأوقات، أو حرمان من فرصتك في التعليم مثلاً، أو معاناتك مع مرض ما، أو مع وزنك الزائد طوال السنين الفائتة.


لخّص معاناتك

أيّاً كانت المشكلة التي تواجهها فلا بدّ أنّك كنت تمتلك مشاعر تجاهها، أو تجاه حالك حينها، فلا تتردّد بإخبار الجمهور الذي يقرأ قصّتك بتفاصيل هذه المشاعر مهما كان نوعها، فقد تكون مثلاً مشاعر حزن لفقد وظيفة ما، أو يأس لفشل مشروعك، أو إحباط لعدم قدرتك على التفاعل مع محيطك، أو أيّاً كان.


حدّد نقطة التحوّل

يمرّ الناجحون على الأغلب بمواقف معيّنة تشكّل شرارة نجاحهم، أو نقطة التحوّل الجذرية التي قرّروا على أساسها تحويل مسار حياتهم، وقد تكون هذه النقطة نقداً لاذعاً وُجِه إليهم من أحد المقرّبين، أو غيرهم، أو قد تكون فرصة عرضية قد لاحت لهم في الأجواء، فاذكرها في قصة نجاحك بالتفصيل إن وُجدت.


تتبّع مسار التغيير

تتبّع التغيير الذي بدأتَ تلاحظه خطوة بخطوة ولا تبخل على جمهورك بتفاصيل هذا التغيير، ووصف التحسّن الذي شعرت به إزاء مشكلتك التي رصدتها، فإن كانت قصة حياتك تتحدّث عن فقدان 50 كيلو جراماً من وزنك إثر اتّباع نظام صحيّ معين مثلاً، فاذكر كيف بدأت آثار هذا النظام بالظهور عليك خطوة بخطوة إلى حين وصولك للوزن الذي أنت عليه الآن.


احتفل بانتصارك وحفّز الآخرين

والآن وبعد أن أثبتَّ لنفسك ولمن حولك أنّك استطعت تحقيق النجاح احتفل بنفسك، وحفّز الآخرين بذكر المشاعر الإيجابية التي انتابتك بعد تحقيق هدفك، حيث ستكون نموذجاً يحتذي به غيرك، فتستطيع مساعدة من فقد الأمل في التفكير، والتجربة مراراً وتكراراً.


مثال على قصة النجاح

عند سماع جملة قصص نجاح محفزة فلا بدّ أن نستذكر قصة جان كوم مؤسس شركة واتساب Whats app حيث قال: "ليس ببعيد كنت ذلك الطفل الذي يعيش حياة صعبة فقيرة جداً مع عائلته، وعندما وصلت لسن السادسة عشر هاجرت مع عائلتي إلى أمريكا للعمل هناك كعامل نظافة في محل صغير للبقالة، والتحقت بالمدرسة لكنّي لم أستطع التأقلم مع زملائي فكنت وحيداً دائماً، فاتجهت وقتها لتعلّم البرمجة مستخدماً الحاسب الآلي الخاص بي، ثم اشتركت بعدها في فريق الهاكر، وبدأت أفكر مع صديقي في تنفيذ تطبيق يتيح الخصوصية لمستخدمي الإنترنت فقمت بإطلاق تطبيق الواتساب Whats app الذي كان يتيح وقتها إرسال الرسائل بشكل مجاني من خلال رقم الهاتف، ثمّ أسستُ بعدها شركة واتساب Whats app الذي بلغ عدد مستخدميها 800 مليون شخص من جميع أنحاء العالم، إلى أن اشترتها شركة فيس Face book بوك بمبلغ 19 مليار.