ما هي شروط كتابة الحكاية؟

قد يبدو فن كتابة الحكايات غامضًا لأولئك الذين لم يحاولوا أبدًا في مثل هذا المسعى، إلا أنّ البشرى السارى أنّ المؤلفين المتمرسين يخبرونك بأنه لا يوجد شيء سري بشكل خاص حول عملية كتابة الحكاية، كل ما في الأمر أن عملية الكتابة تستند إلى مبدأين رئيسيين، هما: الإبداع والانضباط والالتزام، وفي هذا المقال عرض لبعض النصائح والإرشادات التي ستعينك على كتابة حكاية ناجحة.^[١]

شروط كتابة الحكاية

في الآتي عرض وتوضيح لها:

امتلاك الفكرة

الفكرة هي الأساس التي يقوم عليها العمل القصصي، وهي المضمون والمعنى المقصود الذي من أجله أوجد الكاتب شخصية بعينها وجعلها تتصرف بطريقة معينة، ويشار هنا إلى أنّ الكاتب يقع عليه عبئاً كبيراً في التقاط الفكرة الأساسية للقصة، لا بأس فقد تأتي شرارة قصتك من شخصية تعتقد أنها ستكون مثيرة للاهتمام، أو مكانًا مثيرًا للاهتمام، اكتب أفكارك أو ارسم خريطة ذهنية لمساعدتك على توليد الأفكار، ثم اختر من قائمة أفكارك فكرة واحدة لتطويرها إلى قصة، قد تكون تجارب حياتك، أو قصة سمعتها، أو قصة عائلية مررت بها، أو قصة إخبارية، أو غيرها.^[٢]

اختيار الشخصيات

تعدّ الشخصية العمود الفقري لبناء الحكاية؛ لذلك قيل (القصة فن الشخصية)، إذ يجب أن تكون هي من يقود قصتك، قم بعمل قائمة بأسماء شخصياتك (كتابة أسمائها، وتفاصيلها، وعاداتها، ورغباتها)، قدّم تفاصيل أكبر قدر ما تستطيع، اكتب في ورقة صفات الشخصية الرئيسية (البطل) الذي اخترته أولاً، بعد ذلك قدم تفاصيل كافية لشخصياتك الرئيسية الأخرى، مثل الخصم. اكتشف ما تريده شخصياتك أو ما هي دوافعهم. بعد ذلك، قم بالتفكير بحبكة مثيرة للاهتمام حول شخصيتك.^[٢]

كتابة الحبكة

الحبكة هي المجرى والنسق الذي تجري فيه الأحداث بترتيب يبرز الموقف ويربط الأحداث بعضها ببعض،^[٣] وتقسم الحبكة إلى الحكاية والعقدة والحل، وفي الآتي بيان لكل واحدة:^[٤]

• الحكاية: هي مجموعة من الأحداث مرتبة ترتيباً سببياً تنتهي إلى نتيجة طبيعية، وهذه الأحداث تدور حول موضوع عام يتعلق بالتجربة الإنسانية، ومن مهارات كتابة الحكاية بناء أحداث القصة بما يحقق الهدف العام من القصة، وأن تترابط الأحداث بشكل منطقي ليتوصل القارئ إلى العقدة ثم الحل، بالإضافة إلى تقديم تفسير لسلوك بعض الشخصيات.
• العقدة: هي المركز الذي تلتقي عنده الأحداث حين تبلغ قمة تعبيرها عن الفكرة، فالعقدة هي أعلى درجات التكثيف والتوتر بالمشاعر، وبعد ذلك تتوضح الأحداث أكثر فأكثر في مرحلة التنوير وهي مرحلة الحل.
• الحل: في هذه المرحلة تتفتح طرائق مختلفة وآفاق عدة لتصل إلى نهاية القصة.

اختيار الزمان والمكان

من شروط كتابة الحكاية تحديد متى وأين حدثت، يجب أن يؤثر اختيارك لهذه الجزئية على قصتك بطريقة ما، وتوضيح كيف ستؤثر على شخصياتك وعلاقاتهم، على سبيل المثال، قصة فتاة تريد أن تصبح طبيبة ستختلف كثيرًا في عشرينيات القرن الماضي، مقارنة مع فتاة تعيش في الزمن الحالي حيث سيكون الخبر عادياً في الوقت الحالي، ولكن في الماضي سيكون عليها التغلب على عقبات ومحن إضافية، هذا في حال كان موضوعك عن المثابرة وتحقيق الطموح.^[٢]

اختيار شكل السرد

الأن وبعد تحديد الشروط السابقة وتشكيل منظور عام لحكايتك، اختر نوع السرد، والذي يُعرف على أنه نقل الأحداث من صورة الواقع إلى صورة اللغة،^[٣] وللسرد ثلاثة أساليب، هي:^[٤]

• السرد الوصفي: وهي طريقة تقدم السرد القصصي من منظور المشاهد البعيد الذي يصف ما يرى من خلال استخدام ضمير الغائب (هو) واستخدام صيغة الزمان الماضي وطرح الأحداث من الخارج أو عن طريق حيادية المؤلف.
• السرد الذاتي: يكتب الكاتب هنا بصيغة المتكلم (أنا)، وبذلك يقدم ترجمة ذاتية جمالية، كما تصبح الأحداث المروية منمدمجة أكثر في روح المؤلف، هذا فضلاً عن أنّ استخدام ضمير المتكلم يجعل تركيز القارئ يصب على الذات، بينما في استخدام ضمير الغائب ينصب تركيز القارئ على الموضوع.
• طريقة المذكرات: وهي من الطرق التي يلجأ إليها الكاتب ليكتب حكايته بطريقة المذكرات أو اليوميات، بحيث يشعر القارئ بأن القصة قد حدثت بالفعل، وقد يستخدم هذا الأسلوب كل من الكاتب الذي استخدم صيغة المتكلم أو الغائب.

تحديد الأسلوب

هو الطريقة التي يستطيع بها الكاتب أن يصوغ الفكرة ويصورها باستخدام الخيال وبمساعدة الشخصيات والحوادث المختلفة وبالاعتماد على البيئة في الحكاية، ويعد الأسلوب جزئية مهمة عند كتابة الحكاية، فمن خلاله قد يكمل القارئ القصة أو لا، وعليه فيتحتم على الكاتب أن يتمتع بأسلوب سلس وجميل وجاذب، وفي حال كنت كاتباً مبتدئاً وكان هذا العمل أول عمل لك فلا بأس من الاطلاع على أعمال أخرى ومحاولة محاكاتها، وبعد تمرسك وتمكنك من هذا المجال سيتشكل وبلا شك أسلوبك الخاص الماتع، وذلك بالالتزام بالقراءة المستمرة والممارسة والتدريب.^[٣]