يجد العديد من الكُتّاب صعوبة في بدء الكتابة، فبمجرد ما أن يبدأوا بكتابة بضع جمل يتوقفون ويعيدون كتابة هذه الجمل على الفور مرة أخرى حتى تصبح مثالية، هذا النوع من العملية الكتابيّة يسمى بالمسودة، والتي تُعرف بالنسخة الأولية من كتاب أو مقال أو أي نص قبل إجراء أي تعديلات، وعليه فإذا كنت تحتاج إلى بعض الإرشادات لكتابة مسودة تفضل بإكمال المقال.
كيفية كتابة مسودة أولية
تحديد الموضوع الأساسي
إذا كنت تكتب بحثاً أو تقريرًا، فابدأ بتحديد المشاكل الرئيسيّة التي تسعى إلى حلّها بالمشروع، وحدّد بإيجاز كيف سيتمّ حلها (أو تم حلها)، ثم ضع قائمة بالنتائج الرئيسية، هذا بالإضافة إلى أهمية وضع إطار عمل واسع يمكنك تعديله وإضافة المزيد من التفاصيل في المسودات اللاحقة، واحرص على أن تكتب ملخصًا فيه وتجيب عن أسئلة "لماذا، ومن، وكيف، وأين، ومتى؟" علاوة على ذلك، لا تحاول الكتابة بشكل مثالي، يجب عليك الالتزام فقط بكاتبة الملاحظات، والعناوين، والنقاط التي تساعدك على فهم الاتجاه الذي تسلكه في كتابتك.[١]
تحديد جمهورك
يعتمد ما تكتبه ومقدار التفاصيل التي تقدمها على من سيقرؤه، لذلك يجب تحديد جمهورك المستهدف بوضوح، فعلى سبيل المثال:[١]
- ما هي خلفيتهم؟
- لماذا يقرؤون بحثك أو تقريرك؟
- ماذا يعرفون بالفعل؟
- ما الذي يحتاجون إلى معرفته؟
- هل لديك أكثر من جمهور مستهدف؟
خطط قبل الكتابة
تتمثل الكتابة ببعض الخطوات المسبقة، هي: التفكير، وتدوين الملاحظات، والتخطيط، والتلخيص، ورسم الخرائط الذهنية، والعصف الذهني، وطرح الأسئلة اللازمة لتخطيط وتطوير موضوع البحث الأساسي، حيث تعتبر تلك الخطوات بمثابة الموضع الذي تركز فيه على الصورة الكبيرة أثناء كتابة المسودة الأولية، ويمكن كتباتها على سبورة بيضاء أو على مجموعة من الورق.[١]
اصنع فوضى ونظّفها لاحقاً
لا بأس من أن تكون المسودة الأولى فوضوية وقابلة للتغيير، فهذا سيسمح لك بإعادة تشكيل هيكلك بالمسودات المتتالية، إذ يؤخذ بعين الاعتبار في الأساس كتابة النقاط الرئيسية وعناوين الفقرات الرئيسية والفرعية، ولا تكترث بمحاولة كتابة جمل وفقرات كاملة، ولا تقلق بشأن التكرار أو الملل، وتجنب جعل كتابتك بليغة، أو أسلوبية في المسودة الأولية، إذ يمكنك مراجعة وتحسين كتابتك أثناء إعادة صياغة المسودات لاحقاً.[١]
تجنب إضافة تفاصيل دقيقة
يمكن أن تكون إضافة التفاصيل الدقيقة إلى موضوع فرعي محدد في المسودة الأولية شكلاً من أشكال المماطلة في الكتابة عن النقاط الرئيسية، لا اعمل على إنتاج مسودة أولية تعكس أفكارك الرئيسية دون شرحها بالتفصيل، فلا فائدة من إضافة الكثير من التفاصيل، حيث يمكنك تغيير رأيك بشأن ماتريد قوله، فالسماح لنفسك بتغيير رأيك بشأن ما تكتبه هو سبب مهم آخر يجعلك تتجنب كتابة جمل مثالية في المسودة وتضيع وقتك في كتابتها.[١]
ابدأ الكتابة دون إشراك ناقدك الداخلي
لا تقلق إذا لم تكن المسودة الأولية منطقية تماماً، ولا تقلق إذا لم تكن متأكداً تماماً مما تريد قوله أو ما ستكون استنتاجاتك النهائية، إذ يجب منح نفسك الوقت لتطوير وتحسين تفكيرك أثناء العمل من خلال المسودات القادمة.[١]
لا تتوقف عن إجراء المزيد من البحث
يفضل أن لا تتوقف عن إجراء المزيد من البحث إذا كنت غير متأكد من حقيقة معينة أو إذا كنت تدرك حاجتك للبحث عن شيء ما، بدلاً من ذلك، حاول كتابة ملاحظات لتذكير نفسك مباشرةً في مسودتك بين قوسين، وخصص وقتاً لمتابعة ذلك لاحقاً، على سبيل المثال، يمكنك كتابة (تذكر أن هناك تقريرًا حديثًا يجب النظر إليه في الموضوع "س" - ابحث عن هذا)، أو (اسأل خالد عن أوراق المراجعة التي ذكرها أثناء حديثه).[١]
اطلب من شخص ما مراجعة المسودة
ابحث عن التعليقات المناسبة على أفكارك الرئيسية والنقاط الموجزة التي تحدد موضوعك الأساسي، لا بأس من الاستعانة بزملائك مثلاً أو من أهل الاختصاص.[١]
ثلاثة أمور لا تقلق بشأنها أثناء كتابة المسودة الأولى
جودة الكتابة
تعتبر جودة الكتابة أول مصدر قلق يجب إزالته أثناء العمل على المسودة الأولية، والسبب وراء ذلك أن لا أحد يقرؤها، وكلما أسرعت في فهم هذا الأمر وتقبله، كلما انتهيت من كتابة المسودة بشكل أسرع وبدأت بمرحلة الكتابة النهائية.[٢]
صوت وأسلوب الكتابة
يعد العثور على صوتك وتطوير أسلوب الكتابة من بين أصعب المهام التي يجب أن تفعلها كمؤلف، لهذا السبب، يوصَى بعدم التركيز عليها أثناء كتابة المسودة الأولية، وذلك لأن الطريقة الوحيدة لتجد أسلوبك ككاتب هي الكتابة بشكل طبيعيّ.[٢]
بناء الهيكل
عند كتابة المسودة الأولية، تكون منخرطاً في التنقل بأفكار البحث بحيث يصعب عليك رؤية المخطط الكبير للأشياء، هنا كل ما عليك فعله هو الكتابة بالطريقة التي تناسبك بشكل أفضل، وعدم القلق بشأن ما إذا كان الهيكل الخاص بك منطقياً أو أنه جذاب ومترابط.[٢]
نصائح عامة
فيما يلي بعض النصائح التي يمكن اتباعها بعد الانتهاء من كتابة المسودة الأولية:[١]
- إذا أعطيت مسودتك لأكثر من شخص لمراجعتها، فامنح لكل شخص نفس النسخة واطلب منهم تقديم ملاحظاتهم بشكل منفصل ومفصل.
- قبل إجراء تغييرات على المسودة الأولى، اطبعها، ثم قم بتحريرها باستخدام قلم رصاص، إذ يمكن أن يمنحك تحرير نسخة ورقية من المسودة عرضاً جديداً لما كتبته أو يقدم لك فكرة جديدة.
- احتفظ بجميع النسخ الرقمية والمطبوعة لكل مسودة حتى تتمكن من مراجعة الأفكار واستبعادها في حال لم تناسبك.