الملخص هو عبارة عن تقرير يصف منهج البحث ونتائجه بإيجاز، أي انَّه خلاصة المعلومات الموجودة في البحث، وقد تكون عملية كتابته أمرًا صعبًا أو مشكلاً على البعض كونه يتطلب من الكاتب أن يكون موضوعيًا وحيادياً تمامًا ويحتفظ بأي انتقادات أو تحليلات لنفسه، هذا فضلاً عن أنَّه أمر يحتاج إلى الاحترافية والدقة؛ لأنّ الكاتب هنا مُطالب بأن يقدم لمحة شاملة وموجزة عن أبرز النقاط التي تضمنها البحث في مساحة صغيرة، بشكل موجز ودقيق، بحيث يثبت من خلاله فهمه للاستنتاج العام، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على الخطوات التي يُمكن اتباعها في كتابة ملخص بحث، والعناصر الرئيسية التي يتكون منها.[١]


خطوات كتابة ملخص بحث

فيما يأتي بعض الخطوات التي تساعدك على تجنب الأخطاء الشائعة في كتابة ملخص بحث:


تحديد سبب كتابة الملخص

أول شيء عليك القيام به هو أنْ تحدد سبب كتابة الملخص، أي فكر فيما ستستخدم الملخص من أجله، فقد تحتاج إلى التركيز على معلومات معينة بحسب هدف أو غاية محددة، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تقارن وتناقض المنهجية في البحث، فركز على الأساليب المُتبعة وأهمية النتائج الصادرة عنها، وفي حال كنت تكتب الملخص بهدف الرجوع إليه لاحقًا لمراجعة محتوى البحث، أي أنَّك تقوم بتدوين الملاحظات لتذكير نفسك بالمادة فيما بعد، فإنَّ جعل الملخص أطول قليلًا هو الخيار الأفضل بالنسبة لك لذكر أمور وعناصر تجدها مهمة وستفيدك لاحقاً، أمَّا إذا كنت تريد كتابة الملخص لإدراجه كجزء من البحث الذي تكتبه حاليًا، فلا بدَّ من التركيز على كيفية ارتباط الملخص بالبحث، بحيث يستطيع القارئ أن يحدد من خلال الملخص إذا ما كان البحث مفيدًا له فيقوم بالاطلاع عليه، أم لا.[٢]


تصفُح البحث

ألقِ نظرة سريعة على البحث، واقرأ عناوين الأقسام، والمعلومات والاستنتاجات ذات الصلة، واختر الأقسام التي لاحظت أنَّها أكثر أهمية من غيرها؛ لكي تقوم بقراءتِها بالتفصيل فيما بعد، وبذلك تكون قد حصلت على فكرة عامة عن المحتوى الذي يتناوله كل قسم، ويُمكنك وضع خط تحت المعلومات الأكثر أهمية لكي تركز عليها في عملية القراءة لاحقًا، كما يُمكنك أنْ تقرأ خلاصة البحث، والتي تشمل على ما وجده المؤلف مهمًا في بحثه، وهذه الخطوة لا تستغرق منك الكثير من الوقت، لأنَّك ستقوم بقراءة البحث قراءة دقيقة فيما بعد.[٣]


قراءة البحث

خذ الوقت الكافي لقراءة البحث كاملًا مرة أو مرتين، لأنّك لن تتمكن من كتابة الملخص إلا إذا تمكنت من فهم مضمونه واستيعاب جميع معلوماته، -قد تستغرق القراءة الأولية ساعة أو أكثر حسب عدد الصفحات-، واحرص هنا على التركيز على قراءة ما وضعت تحته خطاً أثناء عملية التصفح، واقرأ الأقسام التي حددتها بالتفصيل، وكما يُمكنك اعتماد أهمية المعلومات التي تقرؤها بناءً على سبب استخدام ملخصك والغرض منه، وعادة ما تكون المعلومات المهمة موجودة في نهاية البحث حيث يشرح المؤلف نتائجه واستنتاجاته.[٣]


كتابة ملخص لكل قسم باستخدام كلماتك الخاصة

بعد أنْ تنتهي من قراءة البحث، تأتي مرحلة التلخيص، والتي تبدأ بتدوين الملاحظات التي توضح النقاط الرئيسية لكل قسم للرجوع إليها لاحقًا، أي أنَّ في كل فقرة تقرؤها ابحث عن الجمل أو الكلمات الأساسية فيها -إن وجدت-، وركز على الفقرات التي تحتوي على الأفكار الأكثر أهمية، وبعد ذلك ابدأ بإعادة صياغة الأفكار بلغة قوية سليمة، خالية من العبارات الغامضة التي قد تسبب الإرباك والتشتيت للقارئ، واحرص على استخدام كلماتك الخاصة، بعيدًا عن النسخ والسرقة الأدبية، وفي حال اقتبست نصًا يجب الإشارة إلى ذلك بكتابته بين إشارتي الاقتباس أو بين قوسين، وباتباع هذه الخطوات تكون قد نقلت المعلومات بطريقتك الخاصة.[٣]


عرض النتائج وليس تقييمها

كما ذكرنا سابقًا يجب أن تكون موضوعيًا عند كتابة الملخص، وهذا يعني أن مهمتك هي أن تقوم بعرض النتائج التي توصل إليها البحث وعرض الأفكار الرئيسية والمنهجية التي اتبعها، لا أنْ تقومَ بإضافة تقيييمك ورأيك الشخصي لما ورد فيه أو للأساليب المُتبعة في كتابته، أي يجب أنْ تضع في عين الاعتبار الابتعاد عن التحليل والنقد، على سبيل المثال، جملة (الأساليب المُستخدمة في هذا البحث لا ترقى إلى مستوى المعايير وتتطلب بعض التعديلات) تُعد مثالًا على النقد، وهو غير مقبول، ولكن جملة (الأساليب المُستخدمة في هذا البحث تشمل مسحًا وجلسة مقابلة مع كل مرشح) هي أمر جيد ومقبول، فهنا تم توضيح الأسلوب المُتبع بدون تقييمه، وهذا هو المطلوب منك كتابته.[٣]


الاختصار عند التلخيص

يتراوح متوسط حجم المُلخص بين 200 إلى 350 كلمة، أي فقرة إلى فقرتين طويلات نسبيًا، إذ إنّ الهدف من الملخص إلقاء نظرة شاملة ووافية ومختصرة عن الموضوع، لكن قد يختلف حجمه بناءً على المعلومات التي تقوم بتلخيصها، إذ إنَّ في بعض الحالات يُمكنك كتابة الملخص في فقرة واحدة، بينما في حالات أخرى قد تتجاوز هذ الحد، كما قد يتم تحديد الحجم وعدد الكلمات التي يجب أن يشغلها الملخص من قبل الجهة أو المؤسسة التي ستكتب لأجلها، فتضطر حينها للالتزام بالحجم المطلوب منك، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في حال لم تكن محدداً بعدد كلمات معينة فمن أفضل الطرق لكتابة الملخص هو أن تضع نفسك مكان القارئ، وتسأل نفسك لماذا هذا البحث يستحق الكتابة، وما المعلومات الجديدة التي سأكتشفها من خلال قراءتي لهذا البحث؟، وما هي المعلومات التي تسحق الإشارة إليها في البحث، ثم تكتب على ورقة جانبية الإجابات عن مثل هذه الأسئلة، وترتب أفكارك وتنظمها لتكون جاهزة لتضمينها في الملخص.[١]


تحرير المُلخص 

عادةً بعد الانتهاء من كتابة المسودة ستجد أنَّها طويلة نوعًا ما، مما يتطلب منك أنْ تُجري بعض التعديلات، بحيث تجعل معلوماتك موجزة ومركزة أكثر، من خلال تجنب الإمعان والإطالة في التوضيح والالتزام بالأفكار العامة، مع مراعاة أنْ تكون كتابتك واضحة بحيث يستطيع القارئ أنْ يفهمَ مضمونها دون الرجوع لنص البحث الأصلي، وكأي نص يُكتب، فإنَّه بحاجة إلى مراجعته إملائيًا ولغويًا، حيث إن قراءته بصوت مرتفع تساعدك على التأكد من خلوه من أي أخطاء من شأنها أن تقلل من قيمته، وكما يجب التأكد أيضًا من سلامة التنسيق، إذ بإمكانك أن تستعين بشخص آخر متمكن لكي يقوم بتدقيق المحتوى، وتحديد مدى وضوح المُلخص، وبعد ذلك يصبح جاهزًا لتسليمه.[٤]


الأركان الأساسيّة لملخص البحث

إنَّ الملخص مُشابه للبحث نفسه من حيث التنسيق والعناصر التي يتكون منها، حتى لو لم تكن العناوين الفرعية ظاهرة فيه، إلا أنَّه يجب تغطية جميع أقسام البحث، وفيما يأتي توضيح لأركان أي مُلخص بحثي:[٥]

  • العنوان: تتم الإشارة إلى موضوع الملخص في العنوان، كما ويوضح فيه مجال التحليل بشكل تدقيق.
  • نبذة مختصرة: وهي وصف واضح ومختصر وشامل للبحث من خلال مئة كلمة تقريبًا، ويمكننا القول أنَّها ملخص لملخص البحث، والتي تمنح القارئ فكرة تمهيدية عن البحث بالكامل.
  • المقدمة: في هذا الجزء يتم تزويد القارئ بسياق واضح لمساعدته على فهم الموضوع وأهميته، كما يُمكنك إعداد قائمة بالفرضيات والأسئلة التي تمت مناقشتها في البحث دون تقديم شرح عنها، حيث إنَّ كتابة سؤال البحث بالبداية وتحديد الأسباب التي جعلته مثيرًا للاهتمام هو أمر يشجع القارئ على متابعة القراءة.
  • المنهجية: هذا الجزء من الملخص يعرض بالتفصيل الطرق المُستخدمة في تحليل البيانات، على سبيل المثال، أخذ العينات، والتحليل الإحصائي، والتجارب، والمسوحات.
  • النتائج: حيثُ يتم سرد الأدلة التفصيلية التي تم الحصول عليها من التجارب هنا، بالإضافة إلى تحليل البيانات الأولية، والاستنتاجات، والملاحظات، والتفسيرات الأولية، وعادة ما تكون النتائج هي الجزء الأكبر من الملخص، وقد تضطر إلى إعادة كتابتها لإجراء بعد الاختصارات، مما يتطلب منك الدقة العالية والتركيز في هذا الجزء من الملخص.
  • المناقشة: في هذا الجزء تتم مناقشة وتفسير نتائج البحث ونقاط القوة والضعف، بالإضافة إلى تطبيق النماذج النظرية لشرح المعلومات التي حصلت عليها خلال البحث.
  • الاستنتاج: حيث يتم وضع الفرضيات والتأكد من صحتها، أي إذا ما كانت مقبولة أو مرفوضة، بالإضافة إلى تحديد إذا ما كانت الأدلة مقنعة أم لا.
  • المراجع: في هذا الجزء تذكر الأعمال التي تمَّ الاستشهاد بها بإيجاز، حيث يجب توثيق الاقتباسات من البحث الأصلي، والأعمال الأُخرى التي رجعت إليها لدعم نتائجك وأفكارك.


المراجع

  1. ^ أ ب "HOW TO WRITE A SUMMARY OF A RESEARCH PAPER", peachyessay, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  2. "Summarizing a Research Article in 5 Steps", essaysdeluxe, 25/5/2016, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "How to Write a Summary of a Research Paper", wikihow, 10/7/2020, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  4. "How to Write a Summary of a Research Paper", wikihow, 10/7/2020, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  5. "Research Summary Writing Tips from Professional Experts", writemypaper247, 11/8/2020, Retrieved 2/8/2021. Edited.