الهدف الأساسي من الكتابة هو خلق القدرة على التعبير السليم، وتنقسم الكتابة بشكل عام إلى كتابة وظيفية وكتابة إبداعية، أمّا الكتابة الوظيفية فهي الكتابة التي تؤدي وظيفة خاصة في حياة الفرد والجماعة لتحقيق الفهم والإفهام، في حين أنّ الكتابة الإبداعية ترتبط أكثر بترجمة الأفكار والمشاعر الداخلية، والأحاسيس، والانفعالات بأسلوب أدبي رفيع، وبناء على هذا التقسيم تندرج الكتابة الأكاديمية تحت الكتابة الوظيفية، ومن هنا يمكن تعريف الكتابة الأكاديمية على أنّها الكتابة التي تنقل الأفكار والأبحاث والمعلومات إلى المجتمع الأكاديمي، وتنقسم إلى نوعين: الكتابة الأكاديمية المتخصصة للنشر في مجلة أو كتاب، والكتابة الأكاديمية للطلاب التي تستخدم كشكل من أشكال التقييم في المدرسة أو الجامعة، وللتعرف على شروط الكتابة الأكاديمية تفضّل بإكمال قراءة هذا المقال.[١]


الوضوح

أول شرط من شروط الكتابة الأكاديمية الوضوح، فعندما تكتب بحثًا أو نصًا كتابة أكاديمية يجب أن تسأل نفسك، هل ستكون الفكرة واضحة لشخص ليست لديه فكرة عن المعلومات التي تدور في ذهنك؟ هل سيتمكن القارئ من فهم المعنى الذي أقصده كما أفهمه أنا؟، هذا ويشار إلى ضرورة تجنب التكرار، وأن تكون أفكار النص مترابطة ومتماسكة، وافتراض القليل أو اللاشيء من جانب القارئ، بمعنى أن تجعله يبذل أقل جهد ممكن للوصول إلى المقصد دون الانتقاص من ذكائه، وإلى جانب ذلك تجنب الغموض والتعبيرات الملبسة، واللبس يحدث عندما يكون أمام المتلقي معنيان أو أكثر، وللتأكد من وضوح ما كتبته اطلب من زميل لك قراءة النص وتخطيط مواضع التشويش والإرباك، أو المواضع التي شعر بأنها لم تكن واضحة.[٢]


الالتزام بالأسلوب الرسمي

عند الكتابة الأكاديمية لا بد من الالتزام بأسلوب رسمي، إلى جانب الابتعاد عن الكتابة بالألوان إلا إذا لزم الأمر، وتجنب العناوين المزركشة، والابتعاد عن الأسلوب المزاحي، إذ لا يفترض طرح النكات أو المزاح في النص الأكاديمي، كما يُنصح بالبعد عن اللغة الانفعالية المتحيزة، وتجنب استخدام العامية، والبعد عن استخدام الضمير (أنا) لأن ذلك قد يشكك في موضوعية الباحث، فمثلاً يمكنك استخدام كلمات أخرى كـ (الباحث، المؤلف، الكاتب)، أو استخدام صيغة المبني للمجهول مثل: وقد وُجِد، أو وقد لوحِظَ، وهكذا.[٢]


التــــوازن

من شروط الكتابة الأكاديمية التوازن ويُقصد به النظر في جميع جوانب القضية، وتجنب التحيز لرأي على آخر، وإظهار الحجج والبراهين والأدلة، وبعدها إظهار موقف الكاتب أو الباحث من الموضوع، لكن في الوقت نفسه عدم التركيز على حياة الكاتب فليست حياته أو سيرته الذاتية هي محور الاهتمام، وإنما الحجج والمعلومات التي يطرحها، وطريقة عرضه وتأييده أو معارضته للرأي أو المعلومة بأسلوب علميّ أكاديميّ.[١]


تجنّب الانتحال

من أبرز شروط الكتابة الأكاديمية أن يكون النص غير منتحل، ويُقصد بالانتحال استخدام ما كتبه شخص آخر وتقديمه على أنّه من تأليفك، وبالتالي عدم نسبة المعلومات لأصحابها، ويعدّ الانتحال من أخطر الأخطاء التي يرتكبها الباحث أو الكاتب الأكاديمي، إلى حد يصل إلى المساءلة القانونية ورفض العمل، وهناك حالات انتحال لا تكون مقصودة، لأسباب منها: الانتماء إلى ثقافة تعليمية ذات تقاليد مختلفة فيما يخص الكتابة الأكاديمية، أو وجهة نظر مختلفة تتعلق بالتوثيق، أو بسبب النسيان، وفي بعض الأحيان قد يجد الباحث صعوبة في تحديد ما إذا كانت فكرة معينة تخص شخصًا آخر أو تخصه هو، على أية حال يجب توخي الحذر، لأن اللجنة القانونية ستعدها حالة انتحال سواءً أكانت مقصودة أم لا.[٢]


التوثيق

لتجنب الانتحال ينبغي التأكيد على مصداقيتك وموضوعيتك، لذلك يجب توثيق كل معلومة أو رأي ليس منك بصفة شخصية، والكاتب الأكاديمي قد يكتب فقرة أو نصًا باجتهاده أو قد يعلق على رأي معين، أو قد يقتبس المعلومة أو الرأي حرفيًا، بكل الأحوال يجب الإشارة إلى المراجع والمصادر والاقتباسات سواءً أكان المكتوب إعادة صياغة أم اقتباسًا حرفيًا، ولكل جامعة أو دار نشر، أو جهة مختصة بالنشر طريقة معينة في التوثيق، لذلك يُنصح بأن تسأل عن طريقة التوثيق قبل البدء بالكتابة حتى لا تبذل جهدًا مضاعفًا في التعديل.[٢]


نصيحة إضافية

تجنب الكليشهات عند الكتابة الأكاديمية، ويُقصد بها العبارات أو الجمل التي استخدمت أكثر مما يجب، ما أدّى إلى فقدان قدرتها في التأثير على القارئ، ابحث عن عبارات جديدة غير مستهلكة لتوصل بها المعنى المراد، ومن الأمثلة على العبارات المستهلكة: في هذه اللحظة من الزمن، والهدوء الذي يسبق العاصفة، وأخيرًا وليس آخرًا، ومنذ زمن سحيق، كما يُنصح أيضًا باستخدام علامات الترقيم المناسبة عند الكتابة، والتأكّد من التقسيم الصحيح المتناسق للفقرات، والتدقيق الإملائي والنحوي للجمل الواردة في البحث أو الرسالة، فلكلّ هذا وزن وقيمة عند الكتابة الأكاديمية.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب Sheldon Smith (5/6/2021), "Academic Writing", www.eapfoundation.com, Retrieved 26/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج أحمد الخطيب ، خصائص الكتابة الأكاديمية، صفحة 1-14. بتصرّف.