بعد الانتهاء من مرحلة البكالوريوس، قد تفكّر في إكمال دراستك العليا فتتوجه إلى دراسة الماجستير، وبعد الانتهاء من المواد المقررة واختيار قرار الإكمال في مسار الرسالة، ستصطدم بلا شك بسؤالين مهمين، هما: كيف أبدأ بكتابة رسالة ماجستير؟، وهل هناك مواصفات للرسالة الجيدة؟، والحقيقة أنّ الرسالة الجيدة هي الرسالة التي تطرح سؤالًا منطقيًا وتطرح جوابًا واضحًا وعلميًا من خلال توضيح المعلومات وتحليلها، ومقارنتها، والتوصل إلى الخلاصة بعد الإشارة إلى الدراسات والأعمال التي تعرّضت للموضوع من قبل، وعليه فإذا كنت مهتمًا بالإجابة عن سؤال "كيف أبدأ بكتابة رسالة الماجستير" تفضّل بإكمال قراءة هذا المقال.[١]


اختيار موضوع الرسالة

أول خطوة من خطوات كتابة الرسالة تحديد الموضوع، ومن الأمور التي ستساعدك في ذلك طرح بعض الأسئلة، مثل: "هل هناك موضوع سيساعدني في الوظيفة؟" في حال أردت كتابة رسالة لها علاقة بعملك من أجل الحصول على ترقية أو لصلتها بطبيعة الوظيفة التي تعمل بها، أو يمكنك أن تقرأ كثيرًا في عنوان محدد يستهويك ثم تبحث عن الفجوات فيه أي الزوايا التي لم تُدرس بعد ولم يتعرّض لها أحد بالبحث، وأحيانًا قد يساعدك أستاذك في اختيار موضوع الرسالة وذلك من خلال اقتراح عناوين معينة لم تدرس من قبل كونه على اطلاع ومعرفة أكثر، وقد تختار موضوع الرسالة بناءً على فكرة خطرت على بالك وتبحّرت في القراءة حولها ووجدت أنّ الكتابة عنها ستضيف شيئًا جديدًا.[٢]


تحديد سؤال الرسالة

بعد أن اخترت موضوع الرسالة لا بدّ من تحديد سؤال الرسالة، مثلًا إذا اخترت كتابة الرسالة عن النحو والصرف يُمكن أن يكون سؤال الرسالة، هو: "ما أهمية تدريس الإعراب لطلاب المرحلة الابتدائية؟"، ومن هذا السؤال تفرّع مجموعة أسئلة فرعية، مثل: "ما الزمن الذي يجب أن يبدأ فيه الطلبة في المدارس بتعلّم الإعراب؟"، و"ما جدوى تعليم الطلبة الإعراب في المرحلة الابتدائية؟"، "ما أكثر الطرق فعالية في تعليم الإعراب للطلبة في هذه المرحلة؟"، و"كيف يمكن توظيف التكنولوجيا الحديثة لمساعدة الطلبة في تعلّم الإعراب عبر برامج محدّدة؟"، وهكذا، لأنّ سؤال الرسالة والأسئلة المتفرعة عنه ستساعدك في توجيه رسالتك إلى مسارها الصحيح الواضح والمنظّم.[٢]


قراءة الدراسات السابقة وتحديد المصادر والمراجع

كلّ موضوع تختاره لا بدّ من أن يحتوي على دراسات سابقة حوله، ويجب عليك أن تبحث عن هذه الدراسات من العام إلى الخاص وتقرأها لكي تلمّ أكثر بالموضوع الذي تنوي الكتابة حوله، ويُنصح بالاحتفاظ بملخصات لهذه الدراسات لأنّك ستذكرها في رسالتك بشكل سريع تحت عنوان الدراسات السابقة، كما أنّ قراءة الدراسات السابقة سيفيدك في التأكد من أن الموضوع الذي اخترته أصيلًا ويستحق البحث فيه وليس مستهلكًا، وبعدها تأتي عملية تحديد المصادر والمراجع الرئيسية والثانوية التي ستستعين بها لكتابة رسالتك، يمكنك أن تبحث عنها عبر الإنترنت، وسؤال الأساتذة والمتخصصين في المجال الذي تكتب فيه.[٢]


قراءة المتطلبات الخاصة بالرسالة

لكلّ جامعة من الجامعات وتخصص من التخصصات متطلبات معينة خاصة تجدها عادة على شكل دليل على موقع الجامعة أو يمكنك السؤال عنها، على سبيل المثال تحتوي رسالة ماجستير في اللغة الإنجليزية على متطلبات مختلفة عن رسائل الماجستير في تخصص الكيمياء مثلاً، وعليه فيُنصح بالاطلاع على تلك المتطلبات والتعرف إلى الشكل العام والصيغ الخاصة المستخدمة لتطبيقها قبل البدء بأول صفحة في رسالتك لأنّك لو كتبت الرسالة أولًا ثم عدت إليها ستبذل جهدًا مضاعفًا في التعديل، وعادةً ما يحتوي الدليل الجامعي على عدد الصفحات الموصَى به لكلّ تخصص، والشكل العام للرسالة، ونقاط مهمة يجب أن تؤخذ بعين الاهتمام عند كتابة الرسالة، وبعد هذه الخطوة قم بإنشاء المخطط التفصيلي لرسالتك الذي سيتكون من مقدمة وفصول وخاتمة، ويمكنك أن تكتب تصوّرك والأفكار التي توصلت إليها بعد الأخذ بكل ما سبق لتبدأ بعدها رحلة الكتابة.[٢]


البدء بالكتابة وتحديد وقت معين

بعد إكمال الخطوات السابقة ابدأ بكتابة الرسالة، يُنصح أولًا بكتابة مخطط عام للأوقات التي يجب أن تسلّم فيها كل جزء من رسالتك للمشرف، وهو وقت تحدّده إمّا مع المشرف أو مع نفسك إذا لم يكن هناك موعد صارم من قبل الجامعة، وبعدها ستبدأ بالكتابة، حدّد وقتًا يوميًا تكتب فيه والتزم بهذا الوقت، مثلًا اكتب يوميًا ألف كلمة من رسالتك وخذ وقت استراحة بعد كل ساعة كتابة أو كما تراه مناسبًا، وعند الكتابة خذ بعين الاهتمام الشروط التي طلبتها منك الجامعة، بمعنى اكتب أولًا كل ما في رأسك من أفكار وكل ما تجده مناسبًا من اقتباسات أو شواهد وأدلة، وبعدها عدّل المكتوب بما يتناسب مع منهجية البحث العلمي المطلوبة والتوثيق الملزم به، ويُفضّل أن تطبع فصلًا فصلًا أفضل من مراكمة كل العمل مرة واحدة وأخذ التغذية الراجعة من مشرفك، وهكذا وباتباع الخطوات السابقة تكون قد دخلت في عالم الكتابة وبدأت بكتابة رسالتك.[٢]


المراجع

  1. Menno Witter (28/2/2019), "How to write a good master thesis", www.ntnu.no, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Christopher Taylor (28/3/2021), "How to Write a Master's Thesis", www.wikihow.com, Retrieved 28/7/2021. Edited.