تعدّدت التعريفات لمصطلح البحث العلمي، وأشهر التعريفات تشير إلى أنّه دراسةٌ مبنيةٌ على تقصٍ، وتتبّع لموضوع معين بحسب منهج خاص للوصول إلى هدف محدد، ويعتمد البحث العلمي على التنظيم، والبعد عن العشوائية، وغايات البحث العلمي لا تخرج عن واحدة من مجموعة غايات فهي إمّا اختراع أو إضافة جديد، أو جمع متفرق، أو تكميل ناقص، أو تفصيل مجمل أو مفصل لجزئية، أو بيان خطأ، ولكتابة بحث علمي لا بدّ من اتّباع مجموعة أمور، وهذا المقال سيجيب عن سؤال واحد هو "كيف تكتب بحثًا؟".[١]


كيف تكتب بحثاً

في الآتي بعض الخطوات التي ستساعدك على كتابة بحث بصورة جيدة:[٢][٣][٤]


اختيار موضوع البحث

موضوعات الأبحاث العلمية يقرّرها مدرّس المادة في أغلب الأحيان، ولكن قد يُترك المجال للطلبة، ولاختيار موضوع بحث جيد يُنصح بالبحث عن موضوع مثير للاهتمام ويوقد الفضول لدى الباحث كي لا يشعر بالملل عند كتابته، والبعد عن اختيار الموضوعات المتخصصة جدًا أو العامة، ويُفضّل التحدث مع الزملاء عن الموضوع واستشارة المدرّسين أصحاب الاختصاص قبل البدء بالكتابة، هذا ويُنصح بطرح الموضوع كسؤالٍ يحتاج إلى إجابة.


تحديد مشكلة البحث

يُقصَد بمشكلة البحث القضية الأهمّ التي يدور حولها البحث، ولتحديد مشكلة البحث يُنصَح بمعرفة قيمة البحث مقارنة بالأبحاث التي قبله بعد الاطلاع عليها، ومعرفة القيمة التي سيضيفها البحث، إلى جانب التأكد من اختيار نوع البحث الذي يتوافق مع مشكلة البحث، وهناك ثلاث فئات: البحث الجدلي ويُناقش فيه موضوع محدّد للوصول إلى نتيجة، والبحث التحليلي ويتم فيه تحليل بيانات ومعلومات متعلقة بموضوع معين، والبحث التفسيري الذي يوضح فيه الباحث معلومات معينة، هذا إلى جانب التأكد من قوة القضية أو الفكرة المطروحة، ويُنصح بتوضيح مشكلة البحث في نهاية الفقرة الأولى في المقدمة.


إجراء بحث حول الموضوع الذي سيكتب عنه الباحث

وذلك من خلال قراءة الكثير عن الموضوع المختار عبر الاستعانة بالمراجع، والمصادر، والكتب، والمجلات العلمية، وفهارس المكتبات، والمصادر المقترحة من المدرّس أو المشرف، وبعد الاطلاع على المصادر يجب تقييمها وكتابة ملاحظات عنها وتوثيقها بحسب نظام التوثيق المحدّد من قبل المشرف، أو من قبل الجامعة، فلكل جامعة أو جهة نشر شروطها الخاصة في مجال كتابة الأبحاث.


كتابة خطة البحث

لكتابة البحث العلميّ لا بدّ من اتّباع ثلاثة أنظمة منها ما يتعلّق بحفظ المراجع وترتيبها، وترتيب محتوى البحث بحسب أهميته، إلى جانب حفظ الملاحظات حتى يسهل الرجوع إليها، وبعض الباحثين يفضّل التدوين على الورق، وآخرون يستخدمون برامج مخصصة للكتابة، ولا بد من الإجابة عن مجموعة أسئلة عند كتابة الخطة، مثل:

  • ما هو موضوع البحث؟
  • ما أهمية البحث؟
  • ما مشكلة البحث الرئيسية؟
  • ما خطة الكتابة الأنسب لتحقيق الهدف المرجوّ من البحث

كما ويجب التنبه إلى هيكلة البحث المعتمدة عند كتابة مخطط البحث، والتي تتضمن: العنوان والملخص، ومنهجية البحث، والنتائج التي تمّ التوصّل إليها ومُناقشة النتائج وكتابة الخاتمة.


كتابة المسودة

بعد الانتهاء من الخطوات السابقة تبدأ الآن مرحلة الكتابة، وتتضمن كتابة المقدمة، وكتابة المحتوى، وكتابة الخاتمة، والنقاط الآتية توضّح كيفية كتابة المسودة:

  • كتابة مقدمة البحث: من خلال كتابة خلفية عن البحث، والتعريف بالمفاهيم والمصطلحات وثيقة الصلة بالبحث، وشرح أهداف البحث، إلى جانب طريقة تناول الأبواب، والفصول في البحث.
  • كتابة محتوى البحث الأساسي: لكتابة بحث أكاديمي سليم ومتناسق يُنصح باتباع مخطط البحث في كتابة الأفكار والمعلومات وترتيبها وتسلسلها، وبناء محتوى البحث اعتمادًا على ما يريد الكاتب توضيحه، وليس اعتمادًا على النقل الحرفي من المصادر والمراجع، ويجب الانتباه إلى شرح وتفسير المعلومات التي تحتاج إلى التوضيح، واللجوء إلى الاختصار حين يتطلّب الأمر.
  • كتابة الخاتمة: في خاتمة البحث قد تذكر النتائج التي توصل إليها الباحث في حال لم يذكرها في القسم المخصص لنتائج البحث وتوضيح أهميتها، إلى جانب الانتقال من التخصيص والتفصيل إلى التعميم والإجمال لما سبق ذكره، فلا مجال للإطالة والإعادة في الخاتمة لأنها بمثابة ملخص لما سبق، ويمكن اقتراح بعض الجوانب التي لم تدرس ولم تتطرق إليها الأبحاث من قبل.


مراجعة البحث

المرحلة الأخيرة في كتابة البحث هي مرحلة المراجعة، وتتم فيها مراجعة البحث من الجوانب اللغوية والتركيبية، ومراجعة ترابط الفقرات مع بعضها بعضًا، والتأكد من صحة توثيق المعلومات من المصادر والمراجع، إلى جانب التأكد من استخدام علامات الترقيم في مواضعها الصحيحة، ويمكن للباحث أن يراجع كل ما سبق بنفسه، وقد يحتاج إلى الاستعانة بالمتخصصين الثقة والاستفادة من تعليقاتهم وتوجيهاتهم التي تخدمُ البحث.


نصيحة أخيرة

لا يكفي أن يعرف الباحث خطوات كتابة البحث ليكون بحثه قيمًا، إذ إنّ هناك مجموعة صفات يجب أن يتصف فيها الباحث وتؤثر بشكل مباشر على جودة بحثه أهمها الأمانة العلمية، والموضوعية والحيادية والبعد عن التحيز، إلى جانب الابتعاد عن المصادر والمراجع غير الموثوقة، والاتصاف بالسرية إذا استدعى الأمر في بعض الأبحاث التي يتم فيها إجراء مقابلات شخصية مع الآخرين، وعدم الاستهزاء أو التقليل من شأن أي بحث يقابلة مهما كانت أدواته وطريقة عرضه للمعلومات بسيطة، هذا ويشار إلى أهمية أن يكون الباحث متواضعًا لكي يستقبل الانتقادات والتعديلات بصدر رحب ويأخذ بها.[٥]


المراجع

  1. عصام فاروق (19/11/2017)، "البحث العلمي مفهومه وأهميته"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
  2. "WRITING A SCIENTIFIC RESEARCH ARTICLE", columbia, Retrieved 5/9/2021. Edited.
  3. "10 Simple Steps to Writing a Scientific Paper", spie, Retrieved 5/9/2021. Edited.
  4. "10 Steps for Writing a Scientific Research Article", mentalitch, Retrieved 5/9/2021. Edited.
  5. الباحث الشخصية "سمات الباحث الشخصية"، المبتعث، اطّلع عليه بتاريخ 27/8/2021. بتصرّف.