هل تمّ تكليفك بكتابة بحث علمي ضمن المساق الذي تدرسه؟ هل ترغب في كتابة بحث علمي وتريد نشره في مجلة معينة؟ هل تبحث عن الطريقة المنهجية لكتابة البحث العلمي وبشكلٍ مُتقن؟ إذا كنت كذلك فيمكنك قراءة المقال التالي والاستفادة منه في توضيح خطوات كتابة البحث العلمي.


اختيار موضوع البحث

من المهم أن تجد موضوعاً يصلح للدراسة والبحث، واحرص على اختيار موضوع من ضمن اهتماماتك لأنّ ذلك سينعكس على جودة بحثك وكتابته بصورة أفضل،[١] كما يمكنك الحصول على موضوع مناسب من أحد المصادر التالية:[٢]

  • الدوريات العلمية فقد تحتوي على توصيات من باحثين بدراسة بعض المشكلات التي لم يصل الباحثون إلى حلول لها.
  • الاطلاع على المقالات والأبحاث العلمية المنشورة في المجلات.
  • البحث في الكتب والمصادر الموثوقة، أو استشارة وسؤال أساتذتك أو زملائك أصحاب الكفاءات والخبرات.


جمع البيانات

بعد اختيار موضوع البحث وتحديده، يمكنك البدء بجمع البيانات المتعلقة بالبحث من خلال اختيار المراجع والوثائق المتنوعة ذات العلاقة بموضوع البحث، سواءً إلكترونياً أو ورقياً، وحاول أن تبحث على المراجع وفق خطة واضحة، بحيث تبدأ بالكتب وبعدها تبدأ بالقراءة في المقالات والأبحاث المنشورة في المجلات، ويمكنك البدء بالبحث في الكتب والأبحاث الأقدم إلى الأحدث، وفي حال تمّ اعتماد مادة معينة سواءً من الكتب أو الأبحاث فيمكنك تدوينها وتدوين اسم الكتاب أو البحث وسنة نشره، حتى تستطيع العودة للمادة عند الحاجة.[٣]


أمّا البيانات الكمية فيمكنك اتّباع أكثر من طريقة لجمعها وذلك بما يناسب مع هدف البحث، كطريقة الملاحظة المباشرة، أو إجراء مقابلات مع الأشخاص وتدوين أجوبتهم، أو من خلال استبانة تضم مجموعة من الفقرات ذات العلاقة بموضوع البحث وتوزيعها على أفراد الدراسة، وغيرها من الأدوات.[٢]


كتابة الموضوع وفقاً للشكل التقليدي للبحث العلمي

عند كتابة البحث العلمي عليك الالتزام بشكل البحث وعناصره، وفيما يلي توضيح لأهم عناصر البحث التي عليك الالتزام بها:


عنوان البحث

بعد تحديد الموضوع العام للبحث، والحصول على المراجع والمصادر الموثوقة، عليك التفكير بوضع عنوان مناسب، بحيث يعطي فكرة واضحة للقارئ عن محتوى البحث، مع التأكيد على إضافة متغيرات البحث في العنوان، والمنطقة التي أُجريت بها الدراسة،[٤] وذلك كما في العنوان التالي: (أثر طريقة الاستقراء على تعديل المفاهيم البديلة لدى الطلاب في إربد)، فالعنوان هنا بيّن متغيرات الدراسة وهي (طريقة الاستقراء، المفاهيم البديلة)، وبيّن المنطقة التي أُجريت بها الدراسة وهي مدينة (إربد).


الملخّص

يعد الملخص أحد عناصر البحث، وهو عادةً يتكوّن من (150 إلى 300) كلمة، ويتم كتابته بعد الانتهاء من كتابة البحث كاملاً، حيث يتم تلخيص الأفكار الرئيسية في البحث، بحيث يمكن للقارئ الحصول على جوهر البحث بأكمله من خلال قراءة الملخص، ويتضمّن ما يلي:[٥]

  • توضيح هدف البحث وأهميته.
  • ذكر المنهج المُتّبع للبحث.
  • توضيح أهم التحديات التي واجهها البحث، وكيف تعامل الباحث مع تلك التحديات.
  • توضيح النتائج الرئيسية للبحث وأثرها في المستقبل.


كتابة الكلمات المفتاحية

يتم كتابة الكلمات المفتاحية أسفل الملخّص في الأبحاث، وهي تُشير إلى الكلمات الرئيسية في العنوان، والتي يمكن من خلالها الوصول إلى البحث بعد إدخال تلك الكلمات في محركات البحث، ففي العنوان السابق، تكون كلاً من (طريقة الاستقراء، المفاهيم البديلة) هي الكلمات المفتاحية،[٤] والتي يجب كتابتها أسفل الملخص.


مقدمة البحث

تهدف المقدمة إلى تحديد سياق البحث، والتمهيد لمحتواه، بحيث تكتب فيها المعلومات الأساسية في البحث، ويتراوح طول المقدمة عادةً من نصف صفحة إلى ثلاثة أرباع الصفحة، ويجب أن تتضمن المقدمة ما يلي:[٦][٣]

  • خلفية الموضوع.
  • بيان واضح يبيّن للقارئ هدف البحث، والغرض منه.
  • أهمية البحث، وسبب اختيار موضوع البحث.
  • تمهيد مناسب يساعد القارئ على فهم الورقة، كأن تحتوي مثلاً على بعض النظريات أو الافتراضات.
  • مخطط مختصر لهيكل البحث، بحيث يبيّن منهجية الدراسة التي اتّبعها الباحث لحل مشكلة بحثه.
  • توضيح لأهم المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في البحث إجرائياً ونظرياً.
  • عرض دراسات سابقة تناولت نفس موضوع البحث أو تناولت جزءاً من موضوع البحث.


تحديد مشكلة البحث وأسئلته

عليك بصياغة مشكلة البحث في عبارة واضحة، ومفهومة، ومحددة، بحيث تستخدم ألفاظاً دقيقة وتوضّح مجال المشكلة ومضمونها، بشكل يبيّن اختلاف البحث عن سائر الأبحاث الأخرى، ففي المثال السابق يمكن صياغة مشكلة البحث كما يلي: (تهدف الدراسة إلى التعرُّف على أثر طريقة الاستقراء على تعديل المفاهيم البديلة)، ويمكن صياغتها على شكل سؤال كالتالي: (ما أثر طريقة الاستقراء على تعديل المفاهيم البديلة).[٧]


فروض البحث

الفروض هي تعميمات لم تثبت صحتها، ويضعها الباحث في بحثه بهدف اختبارها للتحقق من صحتها، ويمكن للباحث وضع الفرضيات اعتماداً على خبرته في موضوع الدراسة، أو من خلال الاستعانة بأبحاث سابقة بنفس مجال موضوع البحث، وهنا احرص على صياغة فرضيات واضحة، وباختصار معقول، وأن تكون قابلة للاختبار، ومناسبة لموضوع البحث وتقدّم إجابات واضحة للبحث بعد اختبارها.[٧]


تحديد المجتمع والعينة

عليك تحديد مجتمع الدراسة بحيث يناسب أهداف الدراسة، ففي المثال السابق يمكنك اختيار مجتمع الدراسة (جميع طلاب المرحلة الأساسية في المدارس الحكومية في إربد)

فالطلاب مجتمع مؤهل لتحقيق هدف الدراسة في التعرف على أثر طريقة تدريسية على متغير ما، أمّا العينة فهي جزء مُختار من المجتمع ويُمثّلها بدرجة كافية، فيمكن تحديد عينة مكونة من طلاب مدرستين أو أكثر من مدارس إربد.[٨]


معالجة البيانات

تهدف معالجة البيانات التي تمّ جمعها إلى التأكد من نتائج البحث وزيادة دقتها وموثوقيتها، وتعتمد الطريقة المتبعة في معالجة البيانات على طبيعة ونوع المشكلة المدروسة، فيمكن معالجة البيانات من خلال اتباع المنهج الاستقرائي أو الاستنباطي، أو السردي، وغيرها من المناهج، وعلى الباحث التأكد من اختيار المنهج المناسب، ويمكنه استخدام طريقة الجداول أو الأعمدة أو التمثيل البياني أو التمثيل البياني الدائري أو الصور وغيرها من الطرق لعرض نتائج المعالجة، أمّا لمعالجة البيانات الكمية فعليك اتّباع المعالجة الإحصائية وذلك باستخراج مقاييس النزعة المركزية، كالوسط الحسابي، والوسيط الحسابي، والمنوال، واستخراج مقاييس التشتت كالانحراف المتوسط، والانحراف المعياري وغيرها من المقاييس.[٢]


كتابة نتائج البحث

عليك تحديد فصل يتعلّق بعرض النتائج التي توصلت لها، وذلك بعد تحليل النتائج ومعالجتها إحصائياً، وتأكد من عرض نتائج لكل سؤال في البحث ضمن جداول وأرقام، دون مناقشته، واحرص على عرضها بوضوح وبساطة بحيث تكون مفهومة لكل من يقرأ البحث.


مناقشة النتائج

بعد عرض النتائج لا بدّ من تخصيص فصل جديد من أجل مناقشة تلك النتائج وتفسيرها وشرح سبب الحصول على تلك النتائج من وجهة نظرك، وتوضيح الجوانب التي عززتها تلك النتائج، ومقارنتها مع نتائج الأبحاث السابقة، وكيف تميّزت عنها، كما يمكنك مناقشة التعميميات التي استخلصتها وما إذا كانت هناك أي آثار مستقبلية لنتائجك، واحرص على أن تستند مناقشتك إلى الأدلة المقدمة في فصل النتائج، وحاول أن لا تفصّل كثيراً بالاستنتاجات بما يجعلها تبتعد عن هدف البحث.


كتابة خاتمة البحث

تُكتب الخاتمة عند الانتهاء من كتابة النتائج ومناقشتها أي في نهاية البحث، واحرص هنا على كتابة خاتمة رصينة بلغة علمية وواضحة وبعيدة عن التكلف والسجع، بحيث تتضمن ذكراً لأبرز النتائج التي توصل لها الباحث والتوصيات التي استخلصها، وذلك بحسب تسلسل فروض الدراسة أو أسئلتها.[٣]


كتابة قائمة المراجع

يتم كتابة المراجع بعد فصل مناقشة النتائج، وتُكتب أبجدياً حسب اسم المؤلف، ويجب أن تكتب جميع المراجع التي استخدمتها ووثقتها داخل النصوص، وعليك توثيق المراجع بترتيب معين بحيث تذكر تفاصيل المؤلَف، مثل: عنوان المقالة وسنة النشر واسم المجلة أو الكتاب أو المجلد وأرقام الصفحات، وذلك يكون مع كل مرجع، وفيما يلي مثال على توثيق المراجع: (وزيري، يحيى، (2009)، التصميم المعماري الصديق للبيئة: نحو عمارة خضراء، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة)، ولا بد من الإشارة هنا إلى أنّ لكل جهة تعليمية رسمية طريقة توثيق خاصة بها تختلف عن غيرها، لذا كن على اطلاع بالطريقة المعتمدة لدى هذه الجهة.


مراجعة البحث وتدقيقه

راجع بحثك وتحقق من سلامة القواعد النحوية والإملائية له، ويمكنك اللجوء لمختصين في ذلك، أو استخدام برامج مخصصة على الإنترنت للتدقيق والتحرير، فتلك الخطوة مهمة للتأكد من جودة البحث وسلامة محتواه.[١]


تنسيق البحث

يجب عليك تنسيق البحث عند الانتهاء من كتابته، وذلك يشمل وضع فهرس للمحتويات، إذ إنّ وجود فهرس يوفر على القارئ الوقت ويسهل وصوله للعناوين البحث، كما يشمل التنسيق ترقيم الصفحات بحيث يبدأ الترقيم بعد صفحة العنوان، بالإضافة إلى الاهتمام بنوع الخط، ففي المتن عند الكتابة باللغة العربية يتم تعيين نوع (Arabic Simplified) حجم 14، وعند الكتابة باللغة الإنجليزية يتم استخدام (Roman New Times) حجم 12، وكذلك الحال بالنسبة للعناوين مع زيادة خاصية الكتابة بخط عريض للعنوان (Bold)، أمّا بالنسبة للمسافة بين الأسطر فيجب أن تكون مفرد ونصف، والمسافة المتروكة بين جوانب الصفحات فهي (2.5 سم) من الأعلى والأسفل وجهة اليسار، أمّا جهة اليمين (3.5 سم).[٣]


في النهاية عليك معرفة أنّه يمكنك الرجوع إلى أيّ خطوة من خطوات كتابة البحث العلمي بعد الانتهاء منها، فيمكنك مثلاً الرجوع إلى العنوان وتعديله وفقاً للمتغيرات التي تراها مناسبة، أو مثلاً التعديل في طريقة عرض النتائج بعد الانتهاء منها.


وفيما يأتي بعض العناوين المشابهة وذات صلة بعنوان المقال:


المراجع

  1. ^ أ ب "10 Steps for Writing a Scientific Research Article", mentalitch.com, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت عبد القادر مندو، منهجية البحث العلمي، صفحة 75. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث جامعة الجنان، Format Guidelines - ar.pdf دليل الباحث في كتابة البحث وشكله، صفحة 5-8. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "Scientific Paper: What is it & How to Write it? (Steps and Format)", blog.bit.ai, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  5. Andrea Armani (1/1/2020), "10 Simple Steps to Writing a Scientific Paper", spie.org, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  6. "Academic Writing in Science: An Overview", www.enago.com, 22/5/2018, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب امتنان الشهوان، تهاني المزروع، شريفه القرني، وآخرون، تنظيم وكتابة تقرير البحث، صفحة 7-15. بتصرّف.
  8. "RESEARCH ELEMENTS", www.scientific-european-federation-osteopaths.org, Retrieved 30/7/2021. Edited.