كيفية كتابة مقالة جدلية

تتعدّد أنواع المقالات فهناك المقالة الأدبية التي يُعبّر فيها الكاتب عن فكرته أو قضيته بأسلوب أدبي يوظّف فيه الصور الفنية والمجازية، كما يوظف الخيال، والمشاعر والأحاسيس في كتابته، والمقالة العلمية التي تركّز على طرح موضوع أو فكرة معينة بقالب علمي، ويستخدم فيها الكاتب الحقائق العلمية والطرح الموضوعي والحجج والبراهين، ووظيفة هذا النوع من المقالات إقناع القارئ بالمادة المقدّمة له، وهناك نوع آخر من المقالات وهو المقالات الجدلية وهي المقالات التي تُطرح حجة للانتصار إلى موقف معين، بحيث يتخذ المؤلف أو الكاتب موقفًا محددًا من قضية ما مقابل قضية أخرى، ويهدف إلى إقناع القارئ بوجهة نظره، وتعدّ المقالات الجدلية من أكثر المقالات انتشارًا وشيوعًا بين طلبة الجامعات، وإذا كنت مهتمًا بهذا النوع من المقالات تفضّل بإكمال قراءة هذا المقال الذي سيوضّح لك كيفية كتابة مقالة جدلية.^[١]

كيفية كتابة مقالة جدلية

ولكتابة مقالة جدلية هناك ثلاث خطوات رئيسية عليك اتباعها توضّحها النقاط الآتية:^[٢]

• كتابة الفقرة التمهيدية: عند كتابة الفقرة التمهيدية يجب أن تحدّد موضوعك من أول جملتين أي من أول فقرة، بحيث توضّح المعلومات الأساسية والضرورية لفهم حجّتك، وتقدّم الدليل وتوضّحه، وبعدها تكتب جملة واحدة فقط توضّح فيها النقطة الرئيسية أو الهدف الذي تريده.
• جسم المقال: يعدّ جسم المقال الذي يتكون عادة من ثلاث فقرات المساحة التي تتيح لك ذكر ادعاءاتك ودعمها بالأدلة، والإحصائيات، والأبحاث، والدراسات، والاستشهادات النصية، إلى جانب عرض وجهات النظر المختلفة ومناقشتها ودحضها وشرح سبب اختلافك معها، وشرح كافة الأدلّة والبراهين التي تدعم رأيك وتطلب بها بناء على ذلك دعم القارئ وتأييده، تذكّر أن الإحاطة بأي موضوع من كل جوانبه يدلّ على مصداقيتك وموضوعيتك ويسهل عليك كسب ثقة القارئ ودعمه، والأدلّة التي تطرحها قد تكون استنادًا إلى تجارب شخصية مررت بها، أو مرّ بها غيرك، بشرط أن توضّح ما يدل على صدق القصة أو التجربة.
• الخلاصة: عند كتابة خلاصة المقالة الجدلية ستعيد صياغة ما قلته في جسم المقال بشكل موجز ومختصر، وواضح ومباشر، لا تذكر أية حجج أو براهين جديدة، ولا تفتح الباب لمناقشة أفكار غير الأفكار التي أشرت إليها في جسم المقال.

نصائح إضافية عند كتابة مقالة جدلية

إلى جانب ما سبق إليك بعض النصائح الإضافية التي ستساعدك عند كتابة مقالة جدلية:^[٣]

• اسأل نفسك مجموعة أسئلة قبل البدء: بعض الأشخاص لديهم قدرة على تحديد موضوعهم والثقة بطرحه خاصة أنّ فكرة المقالة الجدلية تقوم أساسًا على دعم وجهة نظر معينة، ولكن آخرين سيجدون صعوبة إذا طلب منهم هذا الأمر لسبب أكاديمي أو مهني، وعليه فإذا كنت من هؤلاء يمكنك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة، مثل: لماذا هذه المسألة مهمة؟، وما هي الأسباب الجذرية لهذه المشكلة؟، ومن أو ما الذي سيتأثر؟، وهل هناك حلول متاحة؟، وكيف يمكنني توضيح وجهة النظر الخاصة بي؟ هذه الأسئلة هي مفاتيح هامة ستساعدك كي تبدأ.
• تحدّث مع القارئ عبر السطور: المقالة الجدلية بطبيعتها تسعى إلى إقناع القارئ بوجهة نظر معينة لذلك حاول أن تجعل حديثك موجهًا إلى القارئ كي يشعر بأنه شريك في اختيار وجهة النظر التي تريدها أو التي طرحتها إن أقنعته بالحجج والأدلة والبراهين، وعليك أن توضّح له لماذا يجب عليه أن يقتنع بوجهة النظر التي قدّمتها بشكل منطقي ومتسلسل.
• اكتب المصادر والمراجع وراجع مقالتك: بعد أن كتبت مقالتك ووضحت أدلتك وكتبت الخاتمة التي تلخص ما سبق، لا تنسَ الإشارة إلى المصادر والمراجع التي أخذت منها معلوماتك أو أدلتك أو حججك، إلى جانب ذلك يجب مراجعة المقال والتأكد من خلوه من الأخطاء النحوية والإملائية والتركيبية، ويُقصد بالتركيبية تركيب الجمل ووضوحها بالنسبة للقارئ، ولا تنسَ أيضًا التأكد من صحة أماكن علامات الترقيم، والتناسق العام بين فقرات المقال.

إضاءة

عند اختيار عنوان مقال جدلي يُفضّل اختيار عنوان حوله اختلافات أو عنوان مثير للجدل خلال الفترة التي ستطرح فيها المقال، ومن الأمثلة على العناوين التي تصلح للمقال الجدلي (المساواة بين الرجل والمرأة) لأن هذا الموضوع مختلف فيه داخل الثقافة الواحدة، وأيضًا هناك اختلافات حوله بين الثقافات المختلفة، لذلك يمكنك أن تسرد العديد من الأدلّة والبراهين والحجج حوله، وذلك لكثرة المصادر والمراجع التي تحدثت عنه، ولكن حاول أن يكون أسلوبك في طرح المعلومات منطقيًا واضحًا وابتعد عن لغة الهجوم لأنك في النهاية تريد أن تكسب القارئ لصفك بطريقة أدبية وليس بطريقة الفرض أو النبذ، وكن متقبلًا لردود الفعل بعد طرح أو مناقشة مقالك الجدلي لأنّك بلا شك ستجد المؤيد والمعارض بعد نشر مقالك وهذا أمر صحي وطبيعي.