تعدّ الرواية من الفنون الأدبية النثرية تُكتب بأسلوب سردي، وتُعرّف على أنّها مجموعة قصص مترابطة أو سلسلة من الأحداث التي توصف على شكل قصة، ومن خلال الرواية يتم اكتشاف المشاعر والأفكار الداخلية والقيم المعقّدة لكل شخصية من الشخصيات سواءً أكانت رئيسية أم ثانوية، فالرواية تغوص أكثر من غيرها من فنون النثر في التفاصيل والوصف، وتعدّ الرواية من وجهة نظر الكثيرين مكرّسة لرواية التجارب الفردية للشخصيات. أمّا بالنسبة لكتابة الرواية؛ فهل هي أمرٌ فطريّ يُخلق مع الإنسان كالموهبة؟ أم أنّه علم يمكن اكتسابه وتعلّمه؟، الحقيقة أنّ الموهبة مهمة ولكن يمكنك باتباع بعض الخطوات الاقتراب من عالم الروائيين وكتابة رواية جيدة، وهذا المقال سيجيبك عن سؤال واحد هو كيف تكتب رواية؟.[١]


كيف تكتب رواية

وفيما يلي بعض الخطوات التي ستساعدك عند كتابة رواية:[٢]

  • ولّد أفكارًا للرواية: الأفكار هي الأساس الذي ستقوم عليه الرواية لذلك لا بدّ من توليد الأفكار، ويُنصح بداية باختيار مكان هادئ وتفريغ كل ما في عقلك عن شخصية معينة، وهذا من أجل اكتساب عنصر الاسترسال في الكتابة والدخول في الجو العام للرواية.
  • فكّر في شخصية رئيسية وجذّابة ولافتة: عندما تكتب رواية فكّر في إجابات عن أسئلة مثل: من هي الشخصية الرئيسية؟، وماذا تريد منها؟، وما نوع القصة التي ستسردها؟، ابنِ الشخصية الرئيسية أولًا ومن خلال تحديد اسمها، وجنسيتها، ومهنتها، وعملها، وهواياتها، وحدّد سماتها الجسدية مثل الطول والوزن ولون العيون والملابس، امنح الشخصية هالة تتضمن الذكريات التي مرّت بها والتجارب التي حدثت لها في الماضي، وشكل الطفولة الذي عاشته، وكيف أثرت عليها.
  • ابتكر الصراع الرئيسي في روايتك: لا بدّ من وجود فكرة للرواية يتخلّلها صراع ما، حدّد الصراع الذي تريده، وقد يكون صراعاً على البقاء، أو صراعاً لضمان وجود حبيب، أو صراعاً بسبب اختلافات مادية، أو فكرية، أو ثقافية، حدّد ماذا تريد من شخصيتك الرئيسية، وماذا تريد من شخصياتك الثانوية الأخرى في الرواية، وما العقبات التي تقف أمام كل شخصية للحصول على هدفها، تذكّر أنّ هذا الصراع والشدّ والجذب هو الذي سيحفز القارئ على الاستمرار والمتابعة.
  • ارسم معالم البيئة التي تريد تحريك أبطالك داخلها: فكّر في المكان والزمان الذي تريد تحريك أبطالك فيهما، قد يكون زمن الرواية هو الماضي، في بلدة صغيرة، أو في المستقبل في مدينة تعج بالحركة والصخب والعمل، تذكّر أن تحديد الزمان والمكان مهم لأنه سيرتبط بأمور كثيرة تخص الشخصيات كطريقة الكلام، والتصرف، وردود الأفعال، وتفاصيل أخرى ترتبط بالبيئة.
  • حدّد موضوعًا جوهريًا تدور حوله الرواية: لا بدّ من وجود موضوع أساسي مركزي في الرواية مثل: الحزن، أو الارتباط، أو الانفصال، أو الخسارة، أو الغربة، فكّر فيه، مثلًا قد يكون لديك شخصيات تنتمي لعائلة تشرّدت وتفرّقت بسبب ظروف الحرب واللجوء، هذا الموضوع سيقودك إلى استكشاف موضوعات فرعية كالهوية، والألم، والانتماء، والترابط الأسري، والحب، وتحريكها من خلال شخصياتك.


نقاط إضافية ستساعدك عند كتابة رواية

إلى جانب ما سبق، تعدّ النقاط الآتية استكمالاً لما سبق ذكره، وتهمّك عندما تبدأ بكتابة روايتك:[٢]

  • نظّم روايتك: يمكنك استخدام مخطّط الرسم البياني لتنظيم روايتك الذي يتكّون من ستة أقسام رئيسية: الإعداد، والحادث المحرض، والحركة الصاعدة، والذروة، وحادث السقوط، والقرار، ومثال الإعداد: طالب جامعي يعود إلى مسقط رأسه للاحتفال بشهر رمضان، والحادث المحرّض مرض الوالد وموته القريب، والحركة الصاعدة هو حاجة الطالب إلى التواصل مع العائلة، والأصدقاء، أما ذروة الأحداث فهي الوفاة، وحادث السقوط التعامل مع وفاة الوالد، والقرار البقاء في البلدة والتعامل مع الوضع الجديد والعناية بأفراد عائلته، كما يمكنك تنظيم روايتك بتخصيص ورقة لكل فصل من الفصول، وكتابة تفاصيل تحت كل فصل تختص بالأحداث والشخصيات الرئيسية والثانوية والبيئة والعقدة والحل.
  • اختر افتتاحية قوية لروايتك: اعتنِ بالجملة الأولى في الرواية لأنّ هذه الجملة هي بمثابة الدليل الإرشادي للقارئ، ويُنصَح بأن تُترك مساحة خاصة له كأن تترك له سؤالًا يجيب عنه، المهم أن يكون السطر الافتتاحي غير ممل ولا مستهلك، كما يُمكنك أن تطرح حقيقة مهمة في الافتتاحية عن شخصيتك الرئيسية، كأن تقول مثلًا: " وكان محمود طيارًا يجوب الدنيا، ولا يجرؤ أن يخطو خطوة واحدة تجاه من يحب"، كما يمكنك أن تبدأ الرواية بمفاجأة أو بأمر خطير، أو أن تبدأ من المنتصف، ومن نقطة حاسمة في المشهد، أو أن تجعل الشخصية الرئيسية تقوم بعمل خطير أو استفزازي، أو تتخذ قرارًا حاسمًا كالسفر، أو ترك الدراسة، أو ترك العمل.
  • ابدأ بالحوار بعد الافتتاحية: يمكن أن تبدأ بحوار ممتع مثلًا :" ضيعت حب حياتك للمرة الرّابعة"، قال محمود لصديق عمره، كما واحرص على ألا تجعل كل الأحداث في الافتتاحية، أو في بداية الرواية، قدّم فقط ما يُحفزّ القارئ على الاستمرار، وبعدها استمر في وصفك وسردك، وحوارك، كما نظّمت كل ذلك في البداية، وضع الخاتمة التي تتناسب مع ما تريده، قد تختار خاتمة مفتوحة أي أن تترك الأمر لخيال القارئ، أو خاتمة واضحة قد تكون متوقعة أو غير متوقعة، وقد تلمّح إلى النهاية ولا تصرّح بها استثارة لخيال القارئ، أو تشويقًا لجزء جديد إذا كانت الرواية على أجزاء.


إضاءة

لا تنسَ أن تهتم بالجو الذي تكتب فيه، ويُقصد بذلك المساحة المخصصة للكتابة، الكرسي المريح، وتوفر الأدوات اللازمة للكتابة كالورق والأقلام، أو بعض البرامج المعدّة خصيصًا لمساعدة الكتاب، إلى جانب ذلك حاول أن تفرغ كل ما في عقلك من أفكار، ولا تهتم كثيرًا في التعديل، واتبع قاعدة (اكتب أولًا، وعدّل لاحقًا)، لماذا؟ لأن الكتابة السريعة ستساعدك على التقاط كافة الأفكار التي حضرتك في وقت معين ولو اهتممت بالتعديل على حسابها فربما لن تأتي مرة أخرى أو قد تنساها، ولا تنس أن تطور نفسك بالقراءة المستمرة فكما يقول بعض المثقفين والكتاب: "نتيجة كل قارئ جيد، كاتب جيد".[٣]


وفيما يأتي بعض العناوين المشابهة وذات صلة بعنوان المقال:

المراجع

  1. Amanda Prahl (2/5/2019), " What Is a Novel? Definition and Characteristics", www.thoughtco.com, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Stephanie Wong Ken (21/6/2021), " How to Begin a Novel", www.wikihow.com, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  3. Chelle Stein (3/9/2018), "10 Tips for Writing a Novel", thinkwritten.com, Retrieved 14/7/2021. Edited.