كم من مرة توجّهت للكتابة وأمسكت بقلمك لتجد أنّ الكلمات تقف عالقة لا تهتدي إلى طريقها على الورق أمامك؟ وكم من مرة لم يسعفك مزاجك لإمساك قلمك والبدء بالكتابة حتى؟ لا تقلق فهذا أمر يحدث مع كلّ منّا، حتى مع أعظم كتّاب التاريخ، فليس هناك من أحد يمتلك ذاكرة حاضرة دائماً، ومزاجاً رائقاً للكتابة طيلة الوقت، لكنّنا في هذا المقال حصرنا لك مجموعة من الأفكار التي ستساعدك على إيجاد الإلهام وشحذ همّتك في الكتابة من جديد.


كيف تجد الإلهام للكتابة؟

يكون ذلك باتّباع بعض النقاط وهي:[١][٢]


تحرّر من خوفك

قد نفتقر إلى الإلهام في الكثير من الأحيان بسبب الخوف من الفشل، وإيماننا بفكرة أنّ العالم كلّه ينتظرنا حتى نفشل ليشير لنا بإصبعه، في حين أنّنا جزء صغير جداً من عالم مليء بالأشخاص والأحداث والأشياء، ومجرة مليئة بالكواكب، والنجوم، والأقمار، فتوقّف عن التفكير وكأنّك في مركز ضوء مسلّط عليك على مسرح، وتحرّر من خوفك وانطلق، فليس هنالك ما تخسره.


تفوّق على أهدافك

اجعل عاداتك تتفوّق على أهدافك، فالأهداف تُعنى بنقطة النهاية التي تبدو بعيدة، بينما العادات هي ما يقرّبنا من كلّ ما نريده دون أن نشعر، ولتوضيح ما أقصده تصوّر معي، أيهما أسهل أن تقول "أريد أن أنهي نصّي"، أم " سأكتب لمدّة ثلاثين دقيقة في اليوم"؟ سترى أنّ الجملتين تحملانك إلى نفس النتيجة بالنهاية، إلّا أنّ الأولى هي هدف مجرّد سيشعرك ببعد منالك نوعا ما، أمّا الثانية عادة ستسهّل عليك بلوغ الهدف دون شعور منك بالارتباط الكبير.


اقرأ التعليقات الإيجابية

لا شكّ أنّك تلقيت بعض التعليقات الإيجابية- وإن لم تكن كثيرة- في بعض الأحيان حول كتاباتك، والتي عليك استغلالها في إذكاء روح الحماس والتحفيز داخلك من فترة إلى أخرى عن طريق استرجاعها وقراءتها، والوقوف على مواطن الجمال فيها.


انظر حولك وفتّش في الأرجاء

ابدأ رحلتك اليومية في الإلهام منذ الصباح، ولاحظ الأشخاص، والأشياء، والمواقف من حولك، حتى البسيطة منها، وحاول إقحام نفسك في تفاصيل هذه الأشياء بأن تتساءل بمَن، ومتى، وكيف، وأين؟، فكل هذه الأسئلة التوليدية حول الأشخاص والأشياء من شأنها أن تخلق لك مساحة للكتابة لم تكن تتخيلها، ومن الأمثلة على ذلك التدقيق في شجرة بلوط معمّرة رأيتها في الطريق، أو في ساعة جدّك المركونة في مكان ما، أو في جملة فريدة قالها أحد أبطال مسلسلك المفضّل، والكتابة حولها.


شجّع نفسك

حفّز نفسك بطريقة لطيفة، وهي أن تضع على مكتب المخصّص للكتابة تقويم (رزنامة)، وتقوم بوضع إشارة ولتكن (X) مثلاً في كل يوم تكتب فيه، ولتعمل على تحقيق أطول سلسلة من ال (X) المتلاحقة التي ستتكوّن نتيجة كتابتك لأيام متتالية، وهو ما سيشجّعك على الاستمرار لمدّة أطول لتحقيق سلسلة أطول في كلّ مرة.


زاحم كتّابك المفضّلين

كف عن النظر إلى كتّابك المفضّلين من بعيد وزاحمهم، نعم أنت تحتاج للانتقال من صف مشجّعي كتّابك المفضّلين إلى مزاحمتهم فعلياً بكتاباتك، وهذا ما يجب أن ترنو إليه وتؤمن به، فإن كنت من عشّاق الأدب مثلاً، وشديدي الإعجاب بكاتب معيّن قل لنفسك أنّ الوقت قد حان لكي تكون في صفّه وصفّ كتّاب مشاهير آخرين، واشحذ قلمك، وتصوّر نفسك في صفوفهم فعلياً.


تخيّل السيناريو الأسوأ

اعمد إلى تخيّل السيناريو الأسوأ إذا ما فشلت في الكتابة، ترى ما الذي سيحصل؟ هل سيتجاهل الجميع قراءة كتاباتي؟ أم هل ستتكدّس روايتي على رفوف المكتبات يعلوها الغبار؟ وماذا يعني ذلك! أيّا كان ما سيحدث ربّما سيكون طعم الفشل قاسياً لكنّها لن تكون نهاية العالم، كما أنّ هناك العديد من الأمور في حياتك أصعب من هذا الفشل، لذا لا تضخّم الأمر وابدأ بالكتابة دون أن تنظر لفشلك وكأنّه كارثة.


لا تُثقل كاهلك

غالباً ما يكون الإلهام وليد البساطة، فلا تحاول دائماً تصعيب مهمة الكتابة بالبحث عن المفردات الوعرة، والتراكيب الصعبة، بل حاول البحث عن الكلمات السلسة التي تمنحك مساحة أوسع في الكتابة، وتوصل الفكرة إلى الأشخاص بشكل مباشر، ولا تُثقل كاهلك بالتنميق -الزائد- الذي يُفقد النص جماله، ويمنع عنك تدفّق الأفكار كما يجب.


مارس تمرين الكتابة الحرّة

مارس تمرين الكتابة الحرّة التي سيساعدك فيما بعد على تدفّق الأفكار، حيث يكون ذلك بإمساك ورقة بيضاء، واختيار موضوع عشوائي والبدء بالكتابة حوله دون تخطيط يُذكر، فقط اكتب كل ما يتبادر في ذهنك حول الشيء الذي اخترته حينها (النمور مثلاً)، وركّز على ملء الصفحة، وسترى أثر ذلك في كتاباتك المقبلة.


وقّع عقداً مع نفسك

قد يبدو أمر إبرام عقد موقّع مع نفسك بما ستنجزه خلال أسبوع أو شهر مثلاً أمراً سخيفاً، إلّا أنّنا نؤكّد لك أنّه أمر مجدٍ فعلياً وحافز للكتابة، فقط جرب أن تكتب عقداً مع نفسك يتضمّن كمية الإنجاز الذي تتخيله لنفسك خلال المدّة الزمنية التي تقترحها، وضع إمضاءك في آخره، وضعه في مكان بارز، وألق نظرة عليه كلّما فترت همّتك، وراقب النتيجة.


اخلق بيئة مريحة

وأخيراً قبل أن تحاول أن تمسك قلمك تأكد من أنّ البيئة من حولك بيئة مريحة ونظيفة تبعث على التحفيز والإلهام، وإن لم تكن كذلك فحاول خلقها بأبسط الطرق، فليس شرطاً أن تكون بيئتك هذه حيّزاً واسعاً، أو مكتباً فارهاً كالذي نراه في الأفلام، بل ربما تكون سطح منزلك المزيّن ببعض أصص النباتات، أو شرفتك المطلّة على المدينة، أو حتى ركناً في غرفة ترتاح عند الجلوس فيه، واعمد دوماً للتجديد فيها ممّا سيؤثر على مزاجك بالإيجاب.


وفيما يأتي بعض العناوين المشابهة وذات صلة بعنوان المقال:

المراجع

  1. "Writing Inspiration: 99 Ways to Get Inspired to Write in 2021", smartblogger, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  2. "How to Get Inspired to Write", wikihow, Retrieved 21/10/2021. Edited.