كيف تكتب ملخصاً لقصة؟

التلخيص مهارة أدبية يتم من خلالها إعادة صياغة نص أدبيّ بشكل مختصر، أي في عدد أقل من الكلمات، لإعطاء نبذة عن الموضوع، ولإيصال المعلومات والأفكار الرئيسية في النص بأسلوب أدبي سليم، الأمر الذي يتطلب مهارات أدبية أُخرى، كالاستيعاب، وفهم مجريات النص وأحداثه للتمكن من إعادة صياغتها دون إضافة أو تحريف، وامتلاك مهارة الكتابة، لكتابة الملخص بطريقة سليمة، ويتم التلخيص على جميع أنواع النصوص الأدبية؛ كالقصص والمقالات والروايات والملحمات وغيرها، وفي هذا المقال سنتحدّث عن كيفية كتابة ملخص لقصة.

خطوات كتابة ملخص لقصة

عند كتابة ملخص لقصة ما، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن يكون موجزًا ودقيقًا، وقد يجد البعض صعوبة في ذلك لعدم معرفة الخطوات التي يُمكنهم اتباعها، حيث إنَّ عملية كتابة الملخص تمر بعدة مراحل، وفيما يأتي توضيح لكلّ منها:

مرحلة التحضير

إنَّ الخطوة الأُولى لكتابة ملخص قصة جيد هي قراءة القصة كاملة بتأنٍ وتركيز، وبعد الانتهاء من قراءتها للمرة الأُولى، يجب قراءتها مرة أُخرى، لكن هذه المرة مع تدوين الملاحظات حول الأفكار والأحداث الأكثر أهمية فيها، إذ إنَّ كتابة الملاحظات جزء مهم في عملية التلخيص، حيثُ سيتم تضمينها في كتابة الملخص لاحقًا.^[١]

مرحلة الكتابة

يبدأ المُلخّص غالبًا بكتابة عنوان القصة واسم مؤلفها، والجمل اللاحقة تكون عبارة عن إجابات على: "مَنْ وماذا ومتى وأين ولماذا وكيف حدث كذا؟"، والتي يوجد إجابة لكل منها في الملاحظات التي تمَّ تدوينها أثناء قراءة القصة،^[١] ومن الجدير بالذكر أنَّ ملخص القصة يجب أن يغطي جميع عناصرها الرئيسية، بحيث يتمّ صياغة عدد من الجمل بلغة الكاتب الخاصة لوصف كل عنصر منها، والإجابة عن الأسئلة التالية تُساعدك على تلخيص القصة على أكمل وجه:^[٢][٣]

• ما هو موضوع القصة: حيث يتم افتتاح القصة ببعض الجمل التي توضح مغزى القصة وجوهرها، أي الرسالة الرئيسية المُراد إيصالها.
• مَنْ هي الشخصيات الرئيسية: فمن غير الممكن التحدث عن جميع شخصيات القصة في الملخص، ولا سيما بالقصص المليئة بعدد كبير من الشخصيات الرئيسية والثانوية، لذلك تتم الكتابة عن الشخصيات الرئيسية التي ساهمت في تحقيق المغزى من القصة، ولا حاجة للكتابة عن الشخصيات التي لا أثر واضح أو مهم لها على مجرى الأحداث الرئيسية، إلا أنَّ بعض القصص تستطيع أن تذكر جميع شخصياتها بسهولة لأنَّ عددهم قليل، كما في قصة "ذات الرداء الأحمر" مثلاً.
• أين ومتى وقعت أحداث القصة: فقد تجري الأحداث الرئيسيّة في مكان واحد، أو في عدة أماكن، ولا يتم ذكر إلا المهمة منها والتي لها أثر واضح على أحداث القصة، وكما يجب تحديد زمن وقوع الأحداث، فهل حدثت قديمًا أم حديثًا، أم تتنبّأ عن المستقبل.
• ما هو الصراع الرئيسي في القصة: يُقصد بالصراع هو ما تسعى كل شخصيات القصة لاجتيازه، وليس بالضرورة أن يكون الصراع بسبب شخصية شريرة سيئة، على سبيل المثال، عند تلخيص "الأوديسة" نجد أنَّ الصراع الرئيسي هو محاولات أوديسيوس للعودة إلى بيته في إيثاكا، وأنَّ كل شيء في الملحمة يدور حول هذه الرغبة والعقبات التي تقف في طريق تحقيقها.
• ما هي الأحداث الرئيسية في القصة: بالطبع لن يتم تدوين كل ما قامت به الشخصيات في القصة، فالمطلوب ذكره هو الأحداث التي تعزز الصراع الرئيسي وتساعد على حله، والحدث الأهم عادة هو أنْ يصلَ صراع القصة إلى نهايته وتُحل كل المشاكل، وكما تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة استخدام كلمات الربط والكلمات الانتقالية بين الجمل والفقرات، مثل: أولًا، ثمَّ، التالي، أخيرًا، وغيرها.
• ما هي عقدة القصة وكيف تمَّت معالجتها: العقدة هي تشابك الأحداث وتقاطعها لنقطة يصعب فيها تحديد ماذا سيحصل بعد ذلك، أي الحدث الذي أوصل القصة إلى مفترق طرق قاد إلى الحل، وكما يجب ذكر الطريقة التي سلكها المؤلف وأوصلته إلى مغزى القصة.

وأخيرًا يُختم التلخيص بإعادة ذكر المغزى من القصة والذي تمَّ ذكره في البداية، ولكن هذه المرة يُصاغ بطريقة مختلفة؛ بهدف إنهاء المُلخص.

مرحلة المراجعة

بعد الانتهاء من عملية الكتابة، لا بدَّ من إعادة قراءة المُلخّص المكتوب، وأخذ الأمور التالية بعين الاعتبار:^[٢][١]

• يجب التأكد من خلو النص من الأخطاء الإملائية، واستخدام علامات الترقيم المناسبة.
• يجب أن تكون الأحداث مرتبة بشكل صحيح، وأن تكون أسماء الشخصيات والأماكن مكتوبة بشكل صحيح أيضًا.
• يفضل استخدام الفعل المضارع بوصف أحداث القصة، كما لو أنَّها تحدث الآن، فلا نقول: (دخل البطل إلى الغرفة وشاهد الرجل العجوز نائمًا)، بل نقول: (يدخل البطل إلى الغرفة ويشاهد الرجل العجوز نائمًا).
• يجب ألا يتضمن الملخص اقتباسات من القصة الأصليّة، بل يتم استخدام الكلمات الخاصة لشرح الأحداث للقارئ.
• يجب ألا يزيد طول الملخص عن نصف طول القصة الأصليّة، وفي حال حصل ذلك، يتم حذف التفاصيل غير الضرورية والتي لا تؤثر على مجرى الأحداث أو على فهم القارئ للقصة.