قد يتساءل البعض عن أهمية تلخيص كتاب ما إن لم يكن قد وكّلهم بذلك معلّموهم أو أساتذتهم الجامعيون، ولأولئك نقول إنّ لتلخيص الكتب أهمية كبيرة تكمن في مساعدة الفرد على تذكّر الأفكار الرئيسية فيه، واسترجاعها بشكل أسرع في المستقبل، بالإضافة إلى مساعدته على ربط مفاهيم الكتاب الذي لخّصه بالكتب الأخرى، كما أن تلخيصه لكتاب ما يعني إعطاء فكرة سريعة للآخرين عن طبيعة هذا الكتاب، وحثّهم على قراءته أو البحث عن غيره، ولتلخيص الكتب خطوات متتابعة، وشروط عديدة قد أوردناها في هذا المقال.[١]


شروط تلخيص كتاب

قراءة الكتاب كاملاً

كيف لشخص أن يلخًص كتاباً بكلّ ما فيه من تفصيلات دون قراءته كاملاً؟ إنّ تلخيص كتاب ما يتطلّب من الشخص قراءة الكتاب كاملاً وليس التقليب في صفحاته وحسب، فبين سطوره قد تكمن فكرة أساسية لا يجوز التغاضي عنها، ففي هذا تكمن مسؤولية تلخيص الكتاب لا سيما بالنسبة لمن يلخّصون الكتب لإفادة الآخرين لا لأنفسهم، لذا على من يريد تلخيص الكتاب قراءته وكأنّه يريد تعليمه لشخص؛ ليستطيع استخلاص فكرته العامة والإلمام بأفكاره الفرعية قبل البدء بعملية التلخيص.


الإحاطة بجميع الأفكار الرئيسية

تتطلّب عملية تلخيص الكتاب من المُلخِّص القدرة على تمييز الأفكار الرئيسية من الأفكار الثانوية، لإبقاء الأولى والتخلص من الثانية التي لا تفيد القارئ بشيء، كما يجب عليه ترتيب الأفكار الرئيسية أيضاً تبعاً للاهمية، فيبدأ بأكثرها أهمية، ثم ينتقل للأقل فالأقل وهكذا، فيما لا ينسى أنّ بعض الأسماء، أو الأحداث قد تكون غاية في الأهمية فيجب عليه ألّا يهمّشها حينها؛ فليس كل تفصيل غير مهم، كما إنّ عليه أن يتذكّر دائماً أنّ هدفه الأساسي هو الحفاظ على الفكرة والمضمون.


عدم الإطالة

على الملخّص التنبّه دوماً إلى أنّه بصدد تلخيص كتاب واختصاره، وليس تأليف كتاب، ممّا يعني ألّا يتجاوز طول التلخيص نصف طول الكتاب الأصلي، فالإطالة في هذا الموضع ليست في موضعها.


إعادة الصياغة

إنّ عملية تلخيص الكتاب تعني اختصاره، لكنّ ذلك لا يعني نقل أجزاء منه كما هي دون تعديل، فعلى الملخّص ألّا يقع في فخ النقل، ويكون ذلك بتلخيص أفكار الكتاب بلغته الخاصة دون العبث بترتيب الأحداث والتغيير في مادّته، لا سيما إن كان من كتب التاريخ، أو بالقواعد الذهنية والرياضية إن كان من كتب الرياضيات والحساب، أو بالأحكام الدينية إن كان كتاباً دينياً، فهذه الأشياء تستدعي التقييد بها كما جاءت حرفياً، لأنّ أيّ خلل نقلي فيها قد يترتب عليه الكثير.


الابتعاد عن إبداء الرأي الشخصيّ

إنّ المساحة التي توفّرها مهارة تلخيص الكتاب لصاحبها ليست حيّزاًً لإبداء رأيه في أفكار هذا الكتاب، ممّا يوجب على الملخِّص الالتزام بأفكار الكتاب، وآراء مؤلفه كما وردت فيه من باب المصداقيّة دون زيادة أو نقصان يؤديان إلى تغيير في فهم القارئ لهذا المُلخَّص.


نسبة الكتاب إلى صاحبه

إنّ الأمانة العلميّة، ونسبة النصوص إلى أصحابها لهي من أهم صفات الإنسان النبيل، إذ إنّ من حقّ الكاتب الذي تعب في كتابة كتاب ما، وإخراجه إلى النور أن يُنسب هذا الكتاب إليه، وعليه فإنّ من واجب المُلخِّص أن يشير إلى اسم كاتب الكتاب الأصلي، وعنوانه قبل أيّ شيء.


تحقيق التوازن بين الأفكار المطروحة

على المُلخِّص أن يحقّقّ التوازن في أفكار الكتاب الطروحة فيعطي كل فكرة منها حقّها، ويتأكّد من أنّ كلّ فقرة في ملخّصه هذا قد أدّت الفكرة التي أراد أن يوصلها الكاتب الأصليّ، وقراءة الملخّص كاملاً بعد الفروغ منه للتأكّد من أنّه أورد كل الأفكار دون أن تطغى فكرة على أخرى بأخذ حيّز أكبر فيه، ولإعطاء كلّ فصل وزنه في الملخص يمكن للملخِّص اتّباع معادلة مفادها تقسيم عدد الصفحات المراد تلخيص الكتاب الأصلي إليها على عدد الفصول فيه، فإن كان لدينا أربعة فصول، وعدد الصفحات المحدّد للتخليص هو 20 مثلاً، فإنّ ذلك يعني أنّ كلّ فصل يجب أن يُلخّص في خمس صفحات لا غير.


تنظيم الكتاب وخلوّه من الأخطاء

على ملخَّص كتاب ما ألّا يقلّ جودة عن الكتاب نفسه إن لم يزد عنه في ذلك، وذلك يعني وجوب خلوّ هذا الملخَّص من الأخطاء النحوية، والإملائية، والطباعية، لا سيما إن أراد الملخِّص نشر هذا الملخَّص، أو تعميمه على أحد مواقع الإنترنت مثلاً، بالإضافة إلى التأكّد من ترتيب الأفكار فيه، وتنظيمه بشكل مناسب ومتسلسل، ولا بأس من أن يتمّ عرض الملخّص على أحد المتخصّصين في اللغة للتأكّد من ذلك.[٢]




يحتاج تلخيص الكتب إلى طاقة وجهد كبيرين، إلّا أنّ هذه الخطوة تُعدّ من أفضل الاستثمارات التي يمكنك القيام بها للمستقبل.



المراجع

  1. Sam Thomas Davies, "How to Write a Book Summary (Step-by-Step)", samuelthomasdavies, Retrieved 23/9/2021.
  2. "How to Write a Book Summary", wikihow, Retrieved 23/9/2021. Edited.