كيف أبدأ بكتابة كتاب؟

في ذاكرة كلّ شخص مجموعة من القصص والروايات التي يمكن أن يكتبها ويحكيها، قد تكون قصصًا من يومياته أو من يوميات من عاشرهم، وقد تلح على الإنسان فكرة معينة لفترة طويلة تتطلب منه أن يضعها في كتاب بدلًا من أن تظل حبيسة في نفسه، ولكن هناك صوتًا قد يخبر بعض الأشخاص أمرًا وهو أنه من غير المعقول أن يكونوا كُتابًا، أو أن الكتابة أمر صعب لا يقدر عليه إلا من امتلك الموهبة الفطرية، لا أحد ينكر أن الموهبة تلعب دوراً مهماً، ولكن هناك مجموعة من الخطوات والنصائح والشروط لتأليف كتاب، قد يكون أبرز من شارك في صياغتها أشخاص كانوا مترددين في بداياتهم ولكنهم أحضروا القلم والورقة وبدؤوا، وعليه فإذا كنت من أولئك الذين يودّون كتابة كتاب، تفضّل بإكمال قراءة هذا المقال الذي سيجيب عن سؤال واحد فقط هو كيف أبدأ بكتابة كتاب؟.^[١]

كيف أبدأ بكتابة كتاب

إذا كنت من الأشخاص الذين يودون البدء في مشوار الكتابة، إليك بعض الخطوات التي ستساعدك للبدء في كتابة كتاب:^[٢]

• تخصيص بيئة مناسبة للكتابة: تختلف البيئة المناسبة للكتابة من شخص إلى آخر، فبعض الأشخاص يفضّلون الأماكن الهادئة والمنعزلة عن الفوضى والضجيج، وآخرون يحبون الكتابة وسط الأصوات والبيئة الصاخبة، أيًا كانت البيئة التي تناسبك قم بتخصيص مساحتك الخاصة للكتابة فيها.
• تخصيص وقت للكتابة: كثير من الأشخاص يرغبون في الكتابة لكنهم يبدؤون ثم بعد فترة إمّا أن يشعروا بالملل لأنّهم أصروا على الكتابة ساعات متواصلة، أو أن يتوقفوا في منتصف الطريق، وحل هاتين المشكلتين يكمن في تحديد وقت للكتابة مثلًا من الساعة السابعة حتى الثامنة صباحًا إلى جانب تحديد عدد الكلمات التي يمكن كتابتها، فإذا كنت تمتلك رقمًا تقريبيًا لعدد كلمات الكتاب الذي تود كتابته يمكنك تقسيمها بطريقة معينة تناسبك على أيام الأسبوع أو بعض أيام الأسبوع بحسب ما تراه مناسباً لك، المهم هو الالتزام.
• إنشاء مخطط تفصيلي قبل البدء في الكتابة: ويُنصَح بأن تبدأ بوضع قائمة بكل فكرة، وكل فكرة تُفرّع منها التفاصيل التي تريدها، ثمّ تنظّم الأفكار ذات الصلة معًا، وترتّب الأفكار من العام إلى الخاص، وبعد ذلك تنشئ عناوين رئيسية وفرعية لأنها ستكون أسماء الفصول في كتابك.
• ركّز في فكرة كتابية واحدة وابتعد عن المشتتات: قد ترد إليك أفكار كثيرة ومتنوعة لكتابة مواضيع مختلفة في الوقت الذي تقرر فيه البدء بالكتابة، وهنا يُنصح بالتركيز على عملك الكتابي في مدة محدّدة قبل الانتقال إلى عمل آخر، وتحديد وقت لإنهاء كل جزء من أجزاء الكتاب، وعدم التردد في رفض أية مشاريع كتابية يمكن أن تؤثر على تركيزك خلال كتابة كتابك، إلى جانب ما سبق ابتعد عن المشتتات خلال الكتابة مثل الهاتف أو الحاسوب أو أي مشتت قد يلهيك عن التركيز في الكتابة، ولا تنسَ أن تأخذ فترات راحة متقطعة إذا قررت أن تكون الكتابة لفترات طويلة نسبيًا.

نصائح إضافية للبدء في كتابة كتاب

إلى جانب ما سبق إليك بعض النصائح الإضافية التي ستساعدك للبدء في كتابة كتاب:^[٣]

• ابدأ بالكتابة ولا تنتظر الإلهام: قد تسمع أحد الكتاب يقول: "لا يمكنني أن أكتب إلا عندما يأتيني الإلهام"، ولكن هذا رأي شخصي من الخطأ تعميمه، يُنصح بالكتابة وفقًا لجدول وأوقات محدّدة كما سبق وعدم انتظار الإلهام، لأن الالتزام سيحفز الأفكار ويقوّي استرسالها لديك.
• اكتب أولًا وبعدها عدّل: لا تسرف وقتًا في تعديل كل ورقة، أو فقرة، استثمر وقت الكتابة واسترسال الأفكار في إفراغ كل ما في رأسك، وبعدها اقتطع وقتًا للتعديل وإعادة الصياغة إذا لزم الأمر.
• ابدأ بشيء بسيط: إذا أردت أن تساعد نفسك في الكتابة، وأن تتلقى ردود فعل أولية حول ما تكتبه يمكنك أن تبدأ التدوين في مدوّنة، فردود الأفعال تعطيك دافعًا معنويًا إلى جانب أنها ستساعدك على تعديل بعض الجمل أو الفقرات.
• اقرأ أكثر: هناك جملة تقول: "نتيجة كل قارئ جيد كاتب جيد"، ولا يعني ذلك أنّ العلاقة طردية دائمًا، ولكنها غالبًا ما تكون صحيحة، فالشخص الذي يقرأ أكثر تتوسع مداركه ويكتسب مهارات عديدة حتى لو لم يخطط لاكتسابها لأنّها تأتي بالقراءة المستمرة، مثل مهارة توظيف الكلمات في سياقها المناسب، ومهارة صنع الحبكة، ومهارة الاسترسال، ولا يكفي أن تقرأ الأعمال الأدبية فحسب، وإنما يُنصح بقراءة مقالات وكتب ترشدك كيف تبدأ في الكتابة، وتدلّك على منهجية الكتابة، وأن تعرف الفرق بين الأنواع الأدبية النثرية والشعرية مثل الفرق بين القصة والمقال والرواية والسيرة والفرق بين الكتابة الوظيفية والكتابة الإبداعية كل هذا سيساعدك لتبدأ في كتابة كتابك.