كيفية كتابة حوار بين شخصين

الحوار هو محادثة كلامية تدور بين شخصين أو أكثر حول موضوع معيّن، ويأتي الحوار في الأعمال الأدبيّة ضمن أسلوب سردي معيّن ليخدم عدة أغراض منها تقديم الحبكة، والكشف عن أفكار الشخصيات مشاعرها، أو إظهار تفاعلها مع بعضها البعض، على أن يكون هدفه الأساسيّ دفع العمل الأدبي للأمام، ويُكتب الحوار باستخدام علامات الاقتباس بهدف فصل الحوار عن السرد في النص.^[١]

طبيعة الحوار في العمل الأدبيّ

تعتمد طبيعة الحوار بين شخصين في العمل الأدبيّ على ما يريدانه من بعضهما البعض، فهل هم أصدقاء؟ أم أحباء؟ أم أعداء؟ كما تعتمد على علاقة الشخصيات ببعضها البعض، إذ إنّ هناك وجهان لكتابة الحوار، وهما الأسلوب والتنسيق، أمّا بالنسبة للأسلوب فيعتمد على الشخصية، ويرتبط بالعديد من العوامل، مثل اللجهة، والمكانة الاجتماعية، وسماتها، كما أن هناك أسلوب مختلف لحوار الشخصية الرئيسية عن الشخصيات الثانوية، أما التنسيق فيكون عادة من خلال وضع علامات اقتباس، كما في المثال:^[٢]

قال مدير البنك: "لا أعتقد أنه تم تقديمنا".

لا بدّ من الإشارة أنّه في بعض الأحيان، يتم استخدام علامة اقتباس أحادية واحدة فقط، كما في قال مدير البنك: ‘لا أعتقد أنه تم تقديمنا‘، إلّا أنّ استخدام علامات الاقتباس هي التقنية الأكثر استخداماً.

كيفية كتابة حوار بين شخصين

كتابة حوار بين شخصين في الرواية

هناك بعض الإرشادات التي يُنصح باتّباعها عند كتابة حوار بين شخصين، وهي:^[٢]

عند كتابة حوار بين شخصين احرص على تحديد المتكلّم بوضوح، ويتم ذلك عادةً باستخدام اسم الشخصية، أو كتابة "قال" أو "قالت"، مع الحرص على عدم تكرار "قال" أو اسم الشخصية طوال الحوار، فيمكن التنويع بينهما، مثل:

استدار خالد عندما دخل محمد الغرفة.

قال: "أوه، أنا آسف"، لم أرك هناك."

أجاب: "هذا جيد، أنا سعيد بقدومك".

كما يمكن أيضاً استخدام أفعال للإشارة إلى المتحدّث، فنقول: "أنا سعيد حقًا برؤيتك." رفعت مريم رأسها وابتسمت.

كتابة حوار بين الأصدقاء

يكون الحوار بين الأصدقاء أقل رسمية، وغالباً ما يكون قصيراً، ويتّصف بروح الدعابة والمودة، كما يكون لكلا الشخصيتين شخصيات متشابهة بشكل عام، لذلك ينبغي ألّا يكون الحوار وصفياً.^[٢]

كتابة حوار بين شخصيات لا تعرف بعضها البعض

إذا كان الحوار بين شخصيات لا تعرف بعضها البعض يجب أن يكون رسميّاً، بأسلوب مهذب، دون الخوض في مواضيع شخصية، أو مثيرة للجدل.^[٢]

كتابة حوار بين الأعداء

يكون الحوار بين الشخصيات التي تجمعها عداوة في العادة مليئاً بالتوتر، وخاصة إذا كان هؤلاء عبارة عن جماعات أو دول مختلفة، فيما قد تتحدث الشخصيات المتعادية أثناء القتال أو بعد انتهائه، كما يميل الأعداء إلى أن يقولوا الكثير عن بعضهم، مما يعني وجود بعض المقاطعات بشكل متكرر، ومحاولة إهانة الشخص الآخر، بالإضافة إلى وجود الوصف والشرح بشكل أكبر ممّا يوجد عليه في المحادثات الودية، أو المحادثات الرسمية.^[٢]

نصائح عامة عند كتابة الحوار

عليك اتباع بعض النصائح عند كتابة الحوار، وهي:^[٣]

• تنسيق الحوار وجعله واضحاً، وبارزاً عن باقي النص، وذلك من خلال علامات الاقتباس، والفصل بين حوار كل شخصية عن الأخرى بسطر جديد، ليسهُل على القراء تفسير هذا النص على أنه حوار.
• إضافة الأفعال إلى الحوار، وذلك من خلال منح كل شخصية حركة معيّنة أو فعلاً معيناً تختص به، وتشمل الحركة لغة الجسد وتعبيرات الوجه، والتي تساعد على كشف مشاعر الشخصيات، وإعطاء كل شخصية دوراً مادياً في تهيئة المشهد.
• تخصيص أسلوب حوار فريد لكل شخصية، إذ يجب أن يكون لكل شخصية أسلوب حوار فريد يحدّدها، وذلك من خلال اختيار اللهجات، أو كلمات معينة، أو أنماط الحديث، مما سيساعد القراء في التعرف على من يتحدث بسطر واحد فقط، كما يمكن أن يكشف صوت الشخصية عن شخصيتها، مثل عمرها، والثقافة التي تنتمي إليها، فعلى سبيل المثال، سيستخدم طالب المدرسة الثانوية كلمات ومصطلحات مختلفة عن تلك التي سيستخدمها رئيس تنفيذي يدير اجتماع عمل.
• جعل الحوار حقيقيّاً وقابلاً للتصديق، وتعتبر إحدى الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المؤلفين هي استخدام الحشو الذي يحدث في أغلب الحوارات في الحياة الواقعية مثل كاتبة "اممم" أو "أعجبني" أو "اه"، إذ تبطئ مثل هذه الحوارات المشهد، وتبعده عن الواقعية، كما ينصح بتخطي الأحاديث القصيرة، والحرص على أن يبدو كلّ مشهد مدروساً، بحيث يدعم المشهد بشكل عام، والصراع بشكل خاص.
• قراءة الحوار بصوت عالٍ، إذ تعتبر هذه الطريقة هي الأفضل لمعرفة ما إذا كان الحوار ناجحاً أم لا، ويمكن اختيار أمثلة من الحوارات الموجودة في القصة وقراءته بصوت عالٍ، ومعرفة إذا كان يبدو هذا الحوار مثل حوار يدور على ألسنة أناس حقيقيين يتحدثون؟ وإن كان يبدو طبيعياً
• تجنُّب إدخال شخصيات جديدة أثناء الحوار، واستخدام الشخصيات التي يعرفها القراء بالفعل، فقد يكون تعريف القرّاء بشخصيات جديدة أثناء الحوار أمراً مربكاً سيجعل القرّاء يقضون وقتاً في محاولة اكتشاف صلة هذه الشخصيات بالقصة بدلاً من متابعة الحوار.