كيفية كتابة موضوع تعبير باللغة العربية بخطوات بسيطة

يُعرف التعبير بأنه نوع من فنون الإنشاء في اللغة العربية، وهو عبارة عن نص كتابي يتكون من ثلاثة عناصر رئيسية، وهي المقدمة، والعرض أو المتن أو جسم التعبير، والخاتمة، مع الإشارة إلى أن التعبير يقوم على تصور الأفكار والمعاني المجردة وتحويلها إلى كلمات وألفاظ وجمل معبرة ومترابطة مع بعضها البعض، ولكتابة موضوع تعبير باللغة العربية بطريقة مُنظمة ومفهومة ومُنسقة، يمكن اتباع الخطوات الآتية:[١][٢][٣]


اختيار الموضوع الرئيسي للتعبير

أول ما يجب على الكاتب فعله عند رغبته في كتابة موضوع تعبير باللغة العربية هو اختيار الموضوع الرئيسي الذي يود الكتابة عنه، على سبيل المثال، يمكن أن يختار الكاتب كتابة موضوع تعبير عن الصداقة، أو موضوع تعبير عن أهمية العمل، أو موضوع تعبير عن الأخلاق، وما إلى ذلك، ويمكن أن يكون الموضوع عامًا أو محددًا، فمثلًا قد يكون عامًا كأن يكون موضوعه التعاون، وقد يكون محددًا، كأن يكون موضوعه أثر التعاون على الفرد، مع التنويه إلى أن من الأفضل اختيار موضوع شيق ومثير للاهتمام، بحيث يمكن الكتابة عنه بسهولة.


التخطيط لكتابة موضوع التعبير

قبل الشروع بكتابة موضوع التعبير، من الأفضل أن يقوم الكاتب بجلسة عصف ذهني، ليستطيع جمع أكبر قدر ممكن من الأفكار والمعلومات التي يرغب بتصمينها في موضوع تعبيره، ثم يختار أفضلها، ويحدد الفقرات التي ينوي كتابتها وكيفية ترتيب هذه الفقرات، وكيف سيبدأ تعبيره، وكيف سينهيه، وهكذا، ويمكن للكاتب أيضًا اختيار عنوان مناسب لموضوع التعبير الخاص به، بحيث يكون ذا معنى ودلالة وتأثير أيضًا.


كتابة مقدمة موضوع التعبير

مقدمة موضوع التعبير هي أول فقرة فيه، وفيها يقوم الكاتب بافتتاح موضوع التعبير الخاص به، والتمهيد له، وتعريف القارئ بموضوعه الرئيسي، وهي جزء مهم للغاية من أجزاء التعبير، فهي أول ما يبدأ القارئ بقراءته، ومن خلالها يقرر مواصلة القراءة إذا كانت قوية وبليغة ومكتوبة بطريقة صحيحة، أو يقرر التوقف عن القراءة، علمًا بأن المقدمة يجب أن تكون قصيرة وموجزة، ومترابطة وقوية، وواضحة ومفهومة بالنسبة للقارئ، وأن تكون مرتبطة بالعرض (الجزء التالي من التعبير)، بالإضافة إلى إمكانية وضع آيات قرآنية، أو حديث، أو مثل، أو شعر، أو غير ذلك من الاستشهادات فيها.


كتابة متن موضوع التعبير (العرض)

المتن أو العرض أو جسم موضوع التعبير، هو الجزء الرئيسي منه، وهو الجزء الذي يأتي بين مقدمة موضوع التعبير وخاتمته، ويمكن أن يتكون من عدة فقرات، وذلك اعتمادًا على طول موضوع التعبير الذي يريده الكاتب، فموضوع التعبير القصير يكون متنه أقصر من متن موضوع التعبير الطويل، وهكذا، وفي المتن يقدم الكاتب كافة الأفكار الرئيسية والتفاصيل التي يريدها، والتي تعبر عن الموضوع الرئيسي التعبير، مع ضرورة الإشارة إلى أن فقرات المتن يجب أن تكون منسقة ومترابطة مع بعضها بشكل جيد، وأن يكتب المتن بلغة عربية واضحة وصحيحة.


كتابة خاتمة موضوع التعبير

خاتمة موضوع التعبير هي الفقرة النهائية فيه، وفيها يقوم الكاتب بإنهاء موضوع التعبير الخاص به، ويستطيع الكاتب من خلالها تقدم تلخيص بسيط للأفكار الرئيسية التي وردت في التعبير، أو وضع استنتاجاته الشخصية، أو حث القارئ على التفكير من خلال طرح سؤال ما، علمًا بأن الخاتمة يجب أن تكون مثل المقدمة؛ قصيرة ومختصرة، ومترابطة وقوية، وواضحة ومفهومة بالنسبة للقارئ، وأن تكون مرتبطة بالعرض، بالإضافة إلى إمكانية وضع آيات قرآنية، أو حديث، أو مثل، أو شعر، أو اقتباس، أو غير ذلك من الاستشهادات فيها.


المراجعة النهائية والتحرير

بعد الانتهاء من كتابة التعبير بأجزائه الثلاثة، يجب على الكاتب إعادة قراءة التعبير ومراجعته بعناية للتحقق من خلوه من الأخطاء اللغوية والنحوية وأخطاء التنسيق وما إلى ذلك، والتأكد من أن أفكاره متسلسلة بشكل منطقي ومرتبطة مع بعضها بشكل جيد، وأن الألفاظ التي استخدمها واضحة ومفهومة بالنسبة للجمهور.


نموذج لموضوع تعبير باللغة العربية

يمكنك الاستعانة بالنموذج الآتي عند رغبتك بكتابة موضوع تعبير باللغة العربية:


تعبير عن الأم

المقدمة

الأم هي رمز العطاء الأبدي، ونبع الحنان الذي لا ينضب، ولا يقل فَيضُه، هي الحضن الدافئ الذين نعود إليه مهما كبرنا، نلقي فيه كل أوجاعنا وتعثراتنا في طريق الحياة، نستقي منه القوة والأمل والقدرة على النهوض مجددًا، هي التي حملتنا في رَحِمها تسعة أشهر، وفي قلبها عمرًا بأكمله، وعلى يديها كبرنا وترعرعنا، وقد صدق الشاعر حافظ إبراهيم حين قال:

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها

أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا

بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى

شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ


العرض

تمتلك الأم قلبًا كبيرًا مليئًا بالمحبة والعطاء، وعاطفة قوية تجاه أبنائها لا تضاهيها أي عاطفةٍ أخرى، فلا أحد يحبك في العالم أجمع مثلما تحبك أمك، ولا أحد يخاف عليك مثلما تخاف عليك هي، ولا أحد يرعاك ويهتم لأمرك مثلما تفعل، فهي تكون موجودةً دائمًا لتقديم الدعم والاهتمام لأبنائها، وهي التي تضحي بكل ما تملك من أجل راحتهم وسعادتهم، وهي التي تسهر عند مرضهم، وتفرح عند فرحهم، وينفطر قلبها عند حزنهم، وهي التي تدعو لهم دائمًا وأبدًا، وتتمنى أن يعيشوا سعداء صالحين مُصلحين.


بالإضافة إلى ذلك، فإن للأم أهمية كبيرة في بناء الأمة، وإنشاء جيلٍ قوي مُغير، يعي تمامًا التحديات التي تواجه مجتمعه وأمته، وذلك من خلال تربيتها لأبنائها تربيةً حسنة، ومن خلال قيامها بواجبها التربوي على أكمل وجه، لتصنع منهم قادة الزمن القادم، الذين يقع على عاتقهم مسؤولية تقدم الأمة وتطورها، فهي المعلمة، والمربية، والموجهة، والمدرسة التي يتخرج من أحضانها أعظم الرجال.


الخاتمة

في الختام، لا يمكن للكلمات والعبارات أن تصف عظمة الأم ومكانتها ودورها في حياتنا، ولذلك علينا دائمًا أن نقدر أمهاتنا ونحترمهن ونكرمهن، وأن نتذكر أن رسولنا الكريم أكد على مكانتها حين قال: أمك ثم أمك ثم أمك، وذلك حين جاء رجل إليه وسأل: يا رسول الله، مَنْ أحقُّ الناس بِحُسن صَحَابَتِي؟ قال: «أمك» قال: ثم مَنْ؟ قال: «أمك»، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أمك»، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أبوك».


المراجع

  1. "How to Write an Introduction: A Simplified Guide", blog.hubspot, Retrieved 23/10/2023. Edited.
  2. "التعبير"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/10/2023. بتصرّف.
  3. "How to Write a Conclusion (With Tips and Examples)", indeed, Retrieved 23/10/2023. Edited.