كتابة المقالات الفلسفية
تعد كتابة المقالات الفلسفية جزءًا أساسيًا من دراسة علم الفلسفة، إذ تتطلب هذه المهارة في الكتابة إثبات فهم الموضوع المحدد من خلال عرض الحجج والنظريات المتعلقة به، وإظهار تقيم الكاتب النقدي لهذه الفرضيات، إذ يجب أن تحتوي المقالات الفلسفية على مقدمة وعرض وفقرة تقيم وإجابة على الأسئلة التي قد تراود القارئ، لذلك لا بد من أن يعمل الكاتب على تحقيق الأساسيات التالية عند كتابته لمحتوى فلسفي:[١]
- فهم الأسئلة الفلسفية والمفاهيم والحجج والنظريات التي يستخدمها الفلاسفة لمناقشتها في المقال.
- التفكير بشكل نقدي حول مثل هذه الحجج والنظريات.
- تطوير إجاباته الخاصة على الأسئلة الفلسفية ومحاولة تبسيطها للقارئ.
استراتيجيات كتابة مقال فلسفي
لصياغة مقال فلسفي رائع، يجب اتباع الإرشادات الموصى بها التالية:[٢]
- التحضير المناسب للموضوع: إذ يفترض على الكاتب أن يقرأ المؤلفات والمواد ذات الصلة بموضوع مقاله، إضافةً لضرورة إنشاء مخطط خاص بملاحظات الكاتب وأفكاره حول الحجج النقدية، وأن يحدد مسبقًا نوع الحجة التي سيقدمها في مقاله.
- تحديد الفئة المعنية بكتاباته: قد يكون قراء المقالات الفلسفية طلاب أو معلمين وفلاسفة، لذلك من المهم أن يضع الكاتب في اعتباره أنه بالرغم من أن القراء قد يكون لديه معرفة عميقة بالفلسفة، إلا أن ما يعرفه قد يكون مختلفًا عن الرأي الخاص بالكاتب وحججه، لذلك يجب تقديم شرح بشأن أي فكرة جديدة يطرحها الكاتب، مع التأكد من أن المحتوى الذي يكتبه سهل القراءة.
- تحديد المقال: عادةً ما يتم تحديد مقال الكاتب الفلسفي باستخدام مخطط تفصيلي، يساعده على صياغة مقاله بالشكل الصحيح، وتقليل فرص نسيان الآراء ذات الصلة بالنص الفلسفي الخاص بالكاتب، إذ يجب أن يتضمن المخطط التفصيلي الممتاز النقاط الرئيسية للمقدمة، والأفكار المهمة لفقرات المقال، والأفكار المتعارضة لبيان الأطروحة، ومحتوى الاستنتاج الخاص بالكاتب.
- تأليف أطروحة قوية: تهدف الأطروحة القوية إلى جعل القارئ يفهم المقال ويدرك الهدف منه، لذلك يجب أن تظهر الأطروحة ملخصاً كاملاً للمقال الفلسفي.
- كتابة مسودة: بعد الانتهاء من إنشاء المخطط التفصيلي، من الضروري كتابة مسودة و رقة لمقال الفلسفي الخاص بك، بحيث تتضمن المسودة ملخصًا لجميع المؤلفات الأساسية للورقة، من المقدمة حتى الخاتمة.
- كتابة المقدمة: بعد كتابة المسودة، يبدأ الكاتب بصياغة المقدمة، التي تهدف إلى جذب انتباه القُراء للمقال الفلسفي بشكل أوسع.
- دعم الأطروحة: تظهر جملة الأطروحة على أنها الجملة الأخيرة في الفقرة الأولى من المقدمة، لذلك يجب أن تقدم الأطروحة الممتازة أفكارًا تدعم حجة الكاتب أو تتعارض معها، مع التأكد من كتابة النقاط ذات الصلة لدعم حجة الكاتب.
- تقديم استنتاج: في هذا القسم، من المفترض أن يلخص الكاتب النقاط الرئيسية لمقاله الفلسفي، مع القيام بتسليط الضوء على أهمية المقال للتأكيد على النقاط الحاسمة للقارئ.
نصائح عند كتابة النصوص الفلسفية
فيما يلي بعض النصائح للكتاب عند إعداد نص فلسفي:[٣]
- الوضوح والاستقامة في الفكر واللغة: تجنب استخدام الكاتب للأساليب المنمقة والمقدمات والاستنتاجات الطويلة غير الضرورية، حيث لا يفضل أن تبدأ أي مقالة فلسفية بجملة مثل: "منذ فجر التاريخ، فكرت البشرية في مسألة ...") ، إذ يجب أن يتكون الجزء الأكبر من المقال الفلسفي من عرض وتحليل فلسفي مكتوب بلغة واضحة ودقيقة.
- الإجابة على السؤال الذي تم طرحه في عنوان المقال بعناية وشمولية: عند كتابة المقال الفلسفي يجب تجنب التوسع في الشروحات الغير مهمة لموضوع المقال الفلسفي، وتجنب التعميمات الشاملة التي لا يمكنك دعمها في المقال.
- الإسهاب بالشرح والتوضيح: عادة ما تتطلب المقالات الفلسفية شرح مفصل للأفكار والآراء ووجهات النظر المختلفة، إذ لا يجب أن يلخص الكاتب ما قاله المؤلف أو المحاضر فقط، بل هو ملزم بالشرح وإلقاء الضوء على الأفكار أو الحجج ذات الصلة بكتاباته الخاصة، لمساعدة القارئ على اكتساب فهم أعمق للموضوع.
- تجنب استخدام الاقتباسات بكثرة: إن تجميع الاقتباسات معًا لا يفسر موقفًا أو حجة، ولا يُظهر مدى فهم الكاتب للمحتوى، حتى إن إعادة صياغة الاقتباسات بكلمات الكاتب الخاصة لا تكفي أحيانًا لتوضيح الأفكار الفلسفية بالمقال، لذلك يجب أن يتضمن التفسير الفلسفي توضيح الادعاءات، وإبراز الافتراضات الخفية وراء الحجج، وملاحظة الغموض عند ظهورها وتوضيحها للقارئ.
- تدقيق المقال ومراجعته: عند الانتهاء من كتابة مقال فلسفي يجب على الكاتب مراجعة النص والتأكد من صحته اللغوية، وخلوه من الأخطاء النحوية والقواعد الغير متماسكة التي تجعل من التواصل الفعال للأفكار مستحيلاً.
- إحسان اختيار الموضوع: يُعد اختيار عنوان المقال أو الموضوع الذي سيناقش فيه الكاتب عقول القراء أمرًا في غاية الأهمية، لذلك يجب أن يختار الكاتب موضوعًا مهتمًا ومُلمًا به، لدرجة أن يرى موضُعاته بسيطة، لمساعدته على الشراعة في كتابة الفقرات بكل سهولةٍ، وتُعد الكتابة المُريحة أو السهلة للنصوص الفلسفية علامة جيدة على أن الكاتب مُدرك لكافة جوانب الموضوع المطروح، ولا يحتاج لأن يفكر به بعمق، لذا يجب أن يختار الكاتب موضوعه بعناية تامة.
- استخدام علامات الاقتباس والاستشهاد: يجدر على الكاتب استخدام علامات الاقتباس والاستشهاد بالمصدر في الحاشية السفلية من صفحات التقرير، وذلك عند استخدام الكاتب لكلمات شخص آخر، وفي حال لم يقم بذلك فعادةً ما تتم مقاضاة الكتابة على أنها سرقة أدبية، والتي تشكل غشًا وانتهاكًا لقواعد الكتابة الشريفة.
المراجع
- ↑ "Writing a Philosophy Essay", advice.writing.utoronto, Retrieved 18/8/2022. Edited.
- ↑ "HOW TO WRITE A PHILOSOPHICAL ESSAY: AN ULTIMATE GUIDE", peachyessay, 27/4/2020, Retrieved 18/8/2022. Edited.
- ↑ "Information on Writing Philosophy Papers", sas.rochester, Retrieved 18/8/2022. Edited.