كيف أبدأ بكتابة رواية؟

تعدّ الرواية من أكثر الفنون الأدبية شيوعًا، ويعدّ العمل الروائي من الأعمال التي تستغرق وقتًا وجهدًا ويجب على الراغب في الكتابة أن يأخذ وقته لتجسيد الحبكة، وتصوير الشخصيات الرئيسية والثانوية، والالتزام بوقت معين للكتابة إلى حين الوصول إلى المسودة الأولية، وبعدها يتم إجراء المراجعة والتحرير إلى حين الوصول إلى إجراءات النشر إذا قرر الكاتب ذلك، ويمكن لأي مبتدئ أن يبدأ بكتابة رواية من خلال معرفة بعض الأفكار والطرق المساعدة في البداية، ومعرفة شروط كتابة الرواية، وهذا المقال سيساعدك على البدء بكتابة رواية بنجاح.^[١]

كيف أبدأ بكتابة رواية

للبدء بكتابة رواية ينبغي أولًا التأكد من الأهلية، ويُقصد بذلك أن يطرح الراغب في كتابة الرواية مجموعة أسئلة على نفسه تتلخص في وجود فكرة ملحة يريد إيصالها، أو وجود شخصية لها قصة تستحق الطرح، أو وجود عاطفة قوية يريد الكاتب تقاسمها مع الآخرين، وبعد ذلك تأتي الخطوات العملية للبدء بالكتابة وتلخّصها النقاط الآتية:^[١][٢][٣]

• التخطيط لكتابة رواية: في هذه المرحلة يبحث الكاتب عن إجابات لبعض الأسئلة مثل: ماذا سيكتب في الرواية؟ من خلال البحث عن الفكرة، والحكاية، والشخصية، والحدث، والزمان، والمكان، ووضع تصوّر عام لفحوى الرسالة، وتحديد جنس الرواية هل سيكون في أدب السجون، أو التاريخ، أو الغموض، أو الخيال العلمي، أو الرعب، أو الرومانسية.
• كتابة المخطط العام: يُنصَح بكتابة ملخّص يتناول الرواية من أولها إلى آخرها على ألا يتجاوز الكاتب الصفحتين، بحيث يكتب عن الشخصية الرئيسية وتطورها، والحدث الأساسي وما ينتج عنه، والكتابة هنا تكون بشكل عام بعيدًا عن الحوارات، والحبكات الثانوية، والوصف، للوصول إلى تصور مبدئيّ عام عن الرواية.
• تحديد الشريحة العمرية: من أساسيات التسويق أن يعرف الكاتب الفئة العمرية التي سيوجه إليها روايته، على سبيل المثال الروايات البوليسية التي تكتب للناشئة لن تجد رواجًا وسط فئة الكبار في السن.
• اختيار بنية الرواية: ويُنصح باتباع البنية التقليدية لكتابة الرواية في المرحلة الابتدائية، التي تعتمد على كتابة البداية، والوسط، والنهاية، على سبيل المثال في البداية يتم تقديم الشخصيات، ثم بيان المكان والزمان، ثم الحدث، وفي الوسط تتعقد الأحداث، وصولًا إلى ذروة الصراع والحل في النهاية.
• تحديد المنطلق: يُقصَد بتحديد المنطلق معرفة النقطة التي ستبدأ منها، ومن اقتراحات المنطلق التي يمكن الابتداء منها: شاب يعاني من مرض نفسي ينقذ فتاة من الانتحار، أو اختفاء لاعب كرة سلة في دولة بعيدة عن دولته، كما يمكن الانطلاق من تفاصيل شخصية تستفز عاطفة القارئ، مثل: سيدة نشأت في دار الأيتام وبعد خروجها قامت باختطاف أطفال وتربيتهم، أو فتاة كفيفة تسعى لتصبح كاتبة مشهورة، أو ملل موظف عام واستيائه من عمله وقيامه بإرسال تهديدات إلى زملائه.
• تحديد وجهة نظر السارد: من المهم تحديد وجهة النظر التي سيسرد من خلالها الكاتب روايته، فقد تُروى على لسان الشخصية الرئيسية أو الرواي الأول باستخدام الضمائر، مثل: قلتُ، وذهبتُ، ووصلتُ، أو أن تروى على لسان إحدى شخصياتها الأخرى الشاهدة على الأحداث وقتها باستخدام ضمير الغائب، وقد يذهب الكاتب إلى استخدام ضمائر المخاطب.
• الكتابة عن المخاطر والتهديدات: بصرف النظر عن اختيارك الكتابة عن شخصية مهمة، أو اختيارك لحقبة معينة تتناول فيها الزمان أو المكان، أو إن اخترت الحديث عن عاطفة قوية، فيجب أن يرفع الكاتب من سقف المخاطر والتهديدات، إذ من الممكن أن يختار الكتابة عن العواقب بعد الحدث التفجيري للأحداث الثانوية، ووصف العواطف التي حصلت أثناء ذلك، هذا ويُنصح بكتابة المشاهد الروائية بأسلوب حدث وعاقبة، ليُصبح القارئ وسط صراعات مثيرة تشدّه لإكمال القراءة.
• كتابة النهاية المؤثرة: يُنصح بكتابة نهاية مؤثرة فالنهاية هي آخر ما يقرؤه القارئ وآخر ما يعلق في ذهنه، لا يُشترط أن تكون سعيدة أو حزينة المهم أن تكون مؤثرة وفي سياق يخدم تسلسل الأحداث في الرواية، يمكن أن يكون فيها كسر توقع أو انزياح عن المألوف لجذب القارئ.

نصيحة أخيرة

عند كتابة رواية يُنصح بعدم الاهتمام بالتعديل أولًا بأول ويفضل أن يكتب الكاتب فصله الأول ثم يعدّل وهكذا حتى يصل إلى النهاية، كما يُنصح بتحديد وقت يومي للكتابة بحيث تُصبح الكتابة روتينًا بالنسبة للكاتب بحسب ما يُناسبه، فالمهم هو الانتظام، وبعد الانتهاء من كتابة المسودة يُنصح بعرضها على متخصصين في اللغة لتدقيقها لغويًا، وعرضها على أكثر من شخص يوثق برأيه في مجال الرواية والقصص للتأكد من تسلسل الأحداث وعدم وجود فجوات في السرد، وبعد الانتهاء من التدقيق والمراجعة، يقرر الكاتب هل يريد نشر روايته أم لا؟، وإذا كان الجواب نعم يمكنه البحث عن دور نشر أو نشرها عبر مواقع الإنترنت المختصّة.^[٤]