من أبرز الفنون النثرية وأكثرها شيوعًا فن الرواية، وتعرّف الرواية على أنّها فن من الفنون الأدبية حديثة العهد وسردها أطول من القصة إذ يحكي فيها الكاتب مجموعة كبيرة من الأحداث بأسلوب نثري، تتميز بعنصر التشويق، ومن أهم عناصر الرواية الشخصيات، والحبكة، والزمان والمكان، والحوار، كما تختلف أنواع الروايات فهناك الرواية العاطفية، والبوليسية، والواقعية، والرواية الخيالية، وقد يرغب بعض الأشخاص في كتابة الرواية خاصة أولئك الذين يحبون قراءة القصص والروايات، وقد يتساءلون عن شروط الكتابة، وهذا المقال سيجيب عن سؤال واحد فقط هو ما هي شروط كتابة الرواية؟، ويمكن تلخيصها في مرحلتين.[١]


بناء هيكل للرواية

عند كتابة رواية لأول مرة سيمر الكاتب بمرحلتين تحتويان على الشروط الأساسية لاكتمال العمل الروائي، وأول هذه المراحل المرحلة التمهيدية وهي بناء هيكل عام لرواية، والتي يجب أن تُبنى على خطوات واضحة وبيانها في النقاط الآتية:[٢]

  • البحث عن مصادر إلهام: هناك عدد من الأمور التي قد تحفز الإبداع لديك، مثل: مشاهدة أفلام سينمائية، وقراءة الروايات، أو تذكر مواقف معينة مررت بها، أو تأمل لوحات فنية، وهذه المحفزات هي مجرد تشجيع، ولكن الأصل أن يبدأ الكاتب دون انتظار الإلهام.
  • القراءة في النوع الذي سيكتب فيه الكاتب: إذا قرر الكاتب كتابة رواية واقعية مثلًا، يجب أن يقرأ روايات واقعية لكتاب مختلفين، والأمر نفسه مع الروايات الخيالية، أو البوليسية، وهكذا.
  • رسم مخطط واضح للرواية: الرواية عمل إبداعي يعتمد على الخيال إلى جانب أمور أخرى كالاطلاع، والثقافة، لذلك يُنصح بتخيُّل الرواية قبل الكتابة عبر طرح مجموعة أسئلة، مثل: هل ستجري أحداث الرواية في أماكن مألوفة وهل ستكون حقيقية أم خيالية؟، هل ستحدث في الوقت الحالي أو المستقبلي أم أنها حدثت في وقت مضى؟، وهل ستتمركز الأحداث في مدينة أو حي أو في أكثر من موقع؟، وما نوع المجتمع والطبقات التي ستتناولها الرواية؟ وإلى أي فترة زمنية ستمتد الأحداث؟.
  • تخصيص ملف لكل شخصية: لا بدّ من تخصيص ملف لكل شخصية مثلًا إذا اختار الكاتب شخصية معينة باسم رهف، فعليه تحديد الصفات الشكلية والجوهرية وكل ما يتعلق بها من تفاصيل كما يصوّر الخيال للكاتب، والأمر نفسه مع بقية الشخصيات.
  • البحث بشكل علمي إذا لزم الأمر: على الرغم من أن كتابة الرواية عمل إبداعي في المقام الأول إلا أن الكاتب يحتاج إلى البحث عن بعض المعلومات خاصة إذا قرّر كتابة رواية تاريخية، أو رواية تعتمد على معلومات علمية، وعند البحث يجب التأكد من توثيق المعلومات، أو الاقتباسات التي ستُضمّن في الرواية، فالأمانة من أهم صفات الكاتب المحترف.
  • تصميم الحبكة وأماكن الصراع في الرواية: يُنصَح بتحديد مراكز التوتر التي ستحدث في الرواية، والصراعات التي ستدور، وتحديد الحل بشكل مبدئي، مثلًا: سيحدث خلاف بين شخصين بسبب العنصرية، وستتدخل أطراف من كلا الجانبين وسيتقدم أحد الأطراف بالاعتداء الجسدي واللفظي على الطرف الآخر، وبعدها سيحل الموضوع باستدعاء الأمن، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكاتب ليس ملزمًا بحل المشكلة أو النزاع إذ يمكن ترك مساحة للقارئ للتخيّل والتحليل والمناقشة.
  • تحديد طريقة السرد قبل الكتابة: ينبغي تحديد الأسلوب الذي سيسرد فيه الكاتب الرواية، وهل سيعتمد على استخدام ضمير الغائب الذي يتحدث من الخارج ويراقب الشخصيات؟ أم سيفضّل صيغة المخاطب؟، أم سينوّع بينها.


مرحلة صياغة الرواية ومراجعتها

انتهت المرحلة الأولى من شروط كتابة الرواية التي ستضع الكاتب في جو الكتابة، وتجعله أكثر إحاطةً وتحديدًا لروايته من ناحية تحديد العناصر والأسلوب، والآن ستبدأ المرحلة الإجرائية وتلخّصها النقاط الآتية:[٢]

  • تحديد الوقت والمكان: ينبغي تخصيص وقت ومكان مناسبين للكتابة سواء في الصباح أم المساء، وتحديد هل ستكون في فترات متقطعة خلال النهار، أم سيتم تحديد ساعات متواصلة خلال أيام معينة أسبوعيًا.
  • البدء بالكتابة: يُنصح بالبدء بالكتابة مباشرة والسماح لكافة الأفكار بالتدفق دون إجراء أية تعديلات أو الانشغال كثيرًا بتعديل التفاصيل، والاستفادة من التصورات المبدئية في المرحلة التمهيدية.
  • العناية بالحوار: يعدّ الحوار من أسس نجاح العمل الروائي، وتؤثر جودة الحوار بشكل كبير على طريقة إدراك القارئ للمعنى المراد إيصاله، فإذا كان الحوار غير واقعي أو جاذب ،فهذا سيدفع خيال القارئ بعيدًا عن عالم الكاتب، لذلك يُنصح بالمحافظة عى حوار مترابط يجذب المتلقي.
  • تفعيل عنصر التشويق: من شروط كتابة الرواية الناجحة وجود عنصر التشويق الذي يدفع المتلقي إلى طرح التساؤلات ويُثير فضوله لمعرفة القادم، فإذا استمر الكاتب في السرد المملّ الذي يخلو من التشويق سيمل القارئ من الصفحات الأولى ولن يكمل القراءة.
  • تجهيز المسودة الأولى: إن القلق الزائد والبحث عن المثالية جعل الكثير من المسودات في دروج كتابها ولم تخرج إلى العلن، لذلك يُنصح بأن تكتب المسودة بجرأة دون خلق عثرات وحواجز واختلاق مخاوف، وعلى الكاتب أن يتذكر أن الرواية الأولى عادة هي رواية تعليمية يتعلم من خلالها كيف يكتب وسيدرك أنّ الشكوك الزائدة ستوقف مسيرته.
  • مراجعة الرواية: من شروط كتابة الرواية مراجعتها ويمكن للكاتب طرح بعض الأسئلة التي ستساعده في هذه المرحلة مثل: هل هناك أجزاء تحتاج إلى مزيد من الشرح؟، وهل هناك أجزاء طويلة ومملة؟، وكيف يمكن جعل الرواية أكثر جاذبية؟، ويُنصح بعرض الرواية على آخرين يثق الكاتب برأيهم بشرط أن يكون منفتحًا ومتقبلًا للآراء والتعليقات التي سيتلقاها، والأخذ بما يجده مناسبًا منها، وبعد ذلك يبقى القرار للكاتب في نشر الرواية أو عدم نشرها فإذا قرر نشرها يجب البحث عن دار نشر أو النشر عبر الإنترنت بطريقة من الطرق المتاحة، هذا ويلزمه عرض الرواية على مدقق لغوي قبل طباعتها وهناك من يقدم خدمة الطباعة والتدقيق اللغوي معًا.


نصيحة أخيرة

هناك جملة شائعة بين الكتاب والقرّاء مفادها أن كل قارئ جيد سيصبح يومًا ما كاتبًا جيدًا، وقد تكون العبارة صحيحة إلى حد ما، ولكن إلى جانب قراءة الروايات، يُنصح بالقراءة عن الرواية كيف بدأت ومتى، وما هي أهم الروايات في الأدب العربي والغربي، وما هي عناصر الرواية بالتفصيل، وإذا لم يكن لديك وقت لقراءة الروايات أو للقراءة عن فن الرواية يمكنك الاستماع إلى متخصصين عبر اليوتيوب إلى جانب الاستماع إلى روايات مسجلة صوتيًا، ومن الروايات التي يُنصح بقراءتها على سبيل المثال لا الحصر: رواية زينب لمحمد هيكل، ورواية سارة لمحمود العقاد، ورواية عودة الروح لتوفيق الحكيم.[٣]


المراجع

  1. عناصرها وأنواعها "الرواية عناصرها وأنواعها"، المبتعث، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب Grant Faulkner (5/8/2021), "How to Write a Novel", www.wikihow.com, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  3. سوسن باقري (12/10/2010)، "الرواية العربية الحديثة؛ نشأتها وتطورها"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.