كيف أكتب قصة حياتي؟

يميلُ بعض المهتمّين بقراءة الروايات والكتب إلى قراءة السير الذاتية أو الغيرية لما تحتويه من مواقف ملهمة، أو تجارب إنسانية مؤثرة ومفيدة، لأنّ هذا النوع من الكتب يتصل بالمشاعر، إذ إنّ البوحَ الإنسانيّ فيها غالبًا ما يكون صادقًا، ولكلّ شخص قصة، والبعض قد يرغبُ في رواية قصته إلى الآخرين، ولكي يكتب شخص عن حياته يجب أن تكون هناك قصة أو تجربة يشعر بأنها تستحقّ المُشاركة مع الآخرين، ومن خلالها يمكن التأثير بهم، وتغيير فكرة أو وجهة نظر لديهم، أو توسيع مدارك تقبّلهم لمواقف معينة في الحياة، وإذا كنت من أولئك المهتمّين بكتابة قصة حياتهم ولا تعرف من أين تبدأ، تفضّل بإكمال قراءة هذا المقال الذي سيجيب عن سؤال "كيف أكتب قصة حياتي؟".^[١]

التفكير في أسلوب الكتابة

عندما يقرّر شخص الكتابة عن حياته، فهذا يعني أنه سيكتب تفاصيل كثيرة حساسة مرّ بها، فقد يمر الشخص بمواقف ظلم من مقربين، أو قهر من أصدقاء، وقد يمر بمواقف من الصعب أن يصرّح بأسماء الأشخاص الذين كانوا فيها، والمخرج من هذا المأزق ليس الكذب بخصوص الأحداث ولكن يمكن الكتابة على أن هذه القصة ترتبط بأشخاص آخرين واستخدام أسماء وهمية بعيدة عن الأسماء الحقيقة في القصة التي تخص الكاتب، وبهذا تُحلّ المشكلة الأولى التي تشغل بال الكثير من الراغبين في كتابة قصة حياتهم، مع الإشارة إلى أن بعض الكُتّاب يفضّل الكتابة صراحة وتحمّل الأعباء بعد ذلك وهذا أمر يرجعُ إلى الكاتب بكلّ الأحوال.^[٢]

البدء بالكتابة

بعد أن يقرّر الكاتب الطريقة التي سيروي فيها قصته يجب أن يبدأ بالكتابة، وقد يتساءل الكاتب من أين أبدأ وكيف أبدأ، إليك بعض النقاط التي ستساعدك لالتقاط الأحداث الجديرة بالتدوين لكتابة قصة حياتك:^[٣][٤]

كتابة كل المشاهد التي تخطر على البال دون تعديلات

بمعنى كما تأتي الأفكار تُكتب، بمشاعرالكاتب، ومشاعر من كان في الموقف معه، ويُنصح بأن يُكتب كل مشهد أو موقف على ورقة ويُقترح له عنوان ورقم، مثلًا يُكتب على الورقة الأولى مشهد بعنوان ( يوم الميلاد) يكتب فيه الكاتب عن يوم ميلاده الثامن عشر الذي صادف يوم وفاة جدته وكيف أثر الالتقاء بين التاريخين على حياته، وكيف اختلفت طريقة تذكره لميلاده منذ ذلك اليوم، وما الأثر الذي تركه هذا التاريخ على حياته بعدها، وهكذا، ومع كل مشهد يُنصح بأن يسأل الكاتب نفسه بعض الأسئلة التي تعينه على وصف المشهد كاملًا كما سبق.

الاستعانة بالأصدقاء والمقربين

يُنصح بالاستماع من الأصدقاء والمقربين والطلب منهم تذكر بعض المواقف والتفاصيل التي تخصهم وسيقوم الكاتب بروايتها، فالاستماع لهم سيعطي الكاتب أفكارًا جديدة أو سيضيء زوايا غفل عنها، ويمكن أن يدوّن الكاتب ما يسمعه منهم على أوراق جانبية ويعنون كل ورقة باسم راويها مثلًا ( يوم السفر إلى إيطاليا من وجهة نظر خالد) أو ( حادث العمارة من وجهة نظر ليلى) وهكذا.

الاستعانة بالصور ومقاطع الفيديو

كل شخص يحتفظ بمجموعة من الصور التي ترتبط بأحداث معينة في حياته، والصورة قد ترتبط بذكرى، أو حادثة ما، أو قد تؤجّج شعورًا معينًا لدى الكاتب، ويمكن تخصيص وقت للصور لكي ينظر إليها الكاتب لكتابة كل ما يأتي بعدها من أفكار وخواطر.

توضيح صوت كاتب المذكرات

في الروايات عامة يمكن للكاتب اختيار الضمير الذي سيستخدمه فبعضهم يستخدم ضمير المتكلم وبعضهم يستخدم ضمير المخاطب أو الغائب، وبعضهم يرواح بين الضمائر، ولكن يُشترط عند كتابة السيرة الذاتية وضوح صوت المتكلم وهو صوت الكاتب، إذ إنّ غياب هذا الصوت يُفقد القارئ حماسه لإكمال القصة، ويفصله عن خيال الكاتب وشعوره أيضاً.

تلخيص الأحداث

بعد أن يجمع الكاتب ملاحظات وتصورات من المصادر الملهمة مثل الصور والفيديو، والمحادثات مع الأصدقاء، يُنصح بالتركيز على نقاط معينة عند توثيق الأحداث وذلك من خلال احتواء كل حدث على لحظة الصدمة، والرسالة التي يريد الكاتب إيصالها، إلى جانب تفاصيل أخرى متعلقة بلحظات ما بعد الحدث على صعيد ردود الفعل أو كيفية التأقلم والمشاعر المحيطة بالحدث.

تحديد المدة التي جرت فيها الأحداث

كتابة قصة الحياة قد تركز على حياة شخص منذ الولادة وحتى مرحلة معينة من حياته بكل تفاصيلها، وقد تكثف الحديث عن مرحلة معينة كان لها أثر بالغ في حياة الكاتب ويكون الحديث عن باقي الأحداث عامًا، وقد يفضّل الكاتب اختيار أهم الأحداث في حياته فقط ليتحدث عنها، وأيًا كان اختيار الكاتب يجب أن يكون التصور واضحًا لديه قبل البدء بالكتابة، كما يجب تحديد المدة الزمنيّة التي سيغطّيها العمل.

وفيما يأتي توضيح لبعض العناوين المشابهة وذات صلة بعنوان المقال:

• كيفية كتابة قصة واقعية.
• كيف أكتب قصة نجاح؟
• ما هي الخطوات لكتابة قصة؟