القصة هي فن أدبي نثري يُعبّر عنه بأُسلوب سرد خيالي أو واقعي ويصف مجموعة من الأحداث المتسلسلة، بهدف إمتاع وإثارة القارئ، وتثقيفه بتقديم النصح والإرشاد والمواعظ، ولكتابة القصة هناك مجموعة من الخطوات التي سيتم توضيحها وبيانها في هذا المقال.


خطوات كتابة قصة جيدة

تمرّ كتابة القصة بمجموعة من الخطوات، وفيما يأتي توضيح لكلّ منها:


البحث عن فكرة القصة

الخطوة الأُولى لكتابة قصة هي إيجاد فكرة، فقد يحصل الكاتب على الإلهام من أحداث الحياة الواقعية، سواءً حدثت له، أو لأحد المحيطين به أو سمع عنهم، وكما من الممكن أن يحصل على الفكرة من الحكايات الصغيرة التي سمعها هنا وهناك، ومن الممكن أيضَاً أن يستمدّ فكرته من نشرات الأخبار، أو الكتب التي اطلع عليها، والقصص الأُخرى التي قرأها، وغالبًا ما نجد أنَّ كتاب القصص يركزون على شخصية أو مكان أو حدث واحد، بعكس الرواية، فالقصص أضيق نطاقًا من الروايات، ومن خلال البحث عن فكرة للقصة يستطيع الكاتب أن يحدّد أيضًا عنوانًا لها، بحيث يكون جاذبًا للقارئ ويعبّر عن المغزى من القصة.[١]


تحديد الراوي

من المهم تحديد الراوي الذي سيحكي أحداث القصة قبل البدء بالكتابة، فإذا كان الراوي مشتركاً بالأحداث، أي أنَّه شخصية من شخصيات الرواية، كالبطل الرئيسي مثلًا، فيتم استخدام ضمير المتكلم "أنا"، أمَّا إذا كان الراوي غير مشترك بالأحداث، فإمّا أن يتحدث عن قصة شخص آخر يروي كل ما يحدث في القصة، بما في ذلك أفعال وأفكار كل الشخصيات، فيتم استخدام ضمائر الغائب "هو، هي" في هذه الحالة، ويتم تحديد طريقة السرد قبل البدء في كتابة القصة، وعليه الالتزام بها حتى نهاية القصة.[١]


بناء الشخصيات

إنَّ أهم عنصر من عناصر القصة هي الشخصيات، ويجب بنائها بطريقة تجعل القارئ يشعر بهم، فيهتم لأمرهم ويتعاطف معهم، حيثُ يقوم الكاتب بإنشاء ملفات تعريف لشخصيات قصته عن طريق كتابة أسمائهم وصفاتهم وعاداتهم ورغباتهم، والأمور الأكثر إثارة للاهتمام فيهم، مع تقديم أكبر قدر ممكن من التفاصيل، بدءًا من البطل إلى الشخصيات الرئيسية الأُخرى، كخصم البطل مثلًا، ويُقصد بالشخصيات الرئيسية تلك التي لها تأثير على البطل، أو على مجرى الأحداث في القصة بشكل أساسيّ، وفضلًا عن هذا، يقوم الكاتب بتحديد ما الذي تريده كل شخصية في القصة، وما هي دوافعهم، وبعد ذلك يكتب حبكة القصة حول هذه الشخصيات، ويحدد إذا ما كانوا سيصلون إلى ما يريدونه أم لا.[٢]


تحديد الزمان والمكان في القصة

يجب الأخذ بعين الاعتبار عند اختيار الزمان والمكان أن يكون لهما تأثير على القصة بطريقة ما، على نحو يشكل إضافة قوية للحبكة، ويؤثر على الشخصيات وعلاقاتهم، فعلى سبيل المثال، قصة فتاة تطمح أن تصبح طبيبة ستختلف إذا تم اختيار الزمن في عشرينات القرن الماضي بدلًا من 2019، حيث ستواجه الفتاة في حال اختيار زمن قديم عقبات إضافية في سبيل الوصول إلى أحلامها، كالأعراف المجتمعية والتحيز الجنسي، وكمثال آخر، فإنَّ اختيار قصة عن التخييم في أعماق غابة غير مألوفة سيخلق وضعًا وأحداثًا مختلفة لا يمكن أن تحدث في التخييم في الفناء الخلفي لحديقة البيت.[٢]


تطوير الحبكة

يقصد بالحبكة سلسة الأحداث المترابطة التي تحدث في القصة، فبعد أن يقدّم الكاتب الشخصيات وتفاصيلها والعلاقات بينها، والإطار الزماني والمكاني للقصة يحاول استغلال الفقرة الأُولى في جذب القارئ من خلال البدء بافتتاحية قوية، والتي قد تتضمن حدثًا رئيسيًا، أو صراعًا، أو وصفًا لغويًا رائعًا، أو مشهدًا مميزًا، ثم ينتقل إلى العمل الصاعد، وعادةً ما يكون أطول الأجزاء في القصة؛ حيثُ يتطور الصراع والأحداث وصولًا للذروة، والتي تُمثل نقطة التحول في القصة، إذ تصل التوترات في خط الحبكة إلى الحد الأقصى، لتأتي بعدها نقطة الهبوط، حيث يزول التوتر وتنحل العقد.[١]


خلق صراع

ينشأ الصراع بين قوى متعارضة، ومن دونه لن تحظى القصة باهتمام القرّاء، فبكل تأكيد لن ينجذب القارئ إلى قصة تعرض أحداث اليوم الروتينية، ولكتابة قصة ناجحة يجب أن يتعرف الكاتب على نوعي الصراع، وهما صراع داخلي، وهو الذي يدور في ذهن البطل للتعامل مع شكوكه ومخاوفه وهواجسه، والصراع الخارجي، وهو الذي يكون بين بطل القصة وشخصية أُخرى أو مع مجتمعه أو مع الطبيعة، حيثُ إنَّ كلا النوعين من الصراع يخلقان توترًا في السرد ويساعدان في دفع القصة إلى الأمام.[٣]


كتابة خاتمة قوية

ليس هناك ما هو أكثر إحباطًا للقارئ من قصة مكتوبة بشكل رائع لكن نهايتها ضعيفة ومخيبة للآمال، وعادة ما يتم التركيز في نهاية القصة على المغزى منها، بالوصول إلى نهاية الحدث الرئيسي، حيثُ يُمكن أن تنتهي القصة باكتشاف البطل لسر ما كان غامضًا، أو أن تتغير نظرته للعالم فيصبح أكثر تفاؤلًا أو تشاؤمًا، أو تتطرأ تغيرات في شخصيته، ومن أمثلة الخاتمة القوية، أنْ تكتشف أن شخصية كانت تبدو طيبة هي في الواقع شريرة وتسببت بكل الأزمات في القصة، فأيًّا كان اختيار الكاتب لطريقة إنهاء قصته، المهم ألا تكون النهاية بسيطة ومتوقعة.[٤]


وفيما يأتي بعض العناوين المشابهة وذات الصلة بعنوان المقال:

ما تقنيات كتابة القصة؟.

كيف أبدأ بكتابة قصة؟.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "How to Write a Short Story: The Complete Guide in 9 Steps", thejohnfox, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Lucy V. Hay (21/7/2021), "How to Write a Good Story", wikihow, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  3. "How to Write a Story In 6 Steps: A Complete Step-By-Step Guide to Writing a Good Story", masterclass, 8/11/2020, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  4. "How to Write a Short Story in 6 Simple Steps", blog.reedsy, 17/5/2021, Retrieved 9/8/2021. Edited.