كيف تكتب الشعر؟

ينقسم الأدب إلى قسمين: النثر والشعر، يندرج تحت النثر القصة، والمقالة بأنواعها، والرواية وغيرها، أمّا الشعر فهو كلام موزون مقفّى له معنى، وبعض الأشخاص يميلون إلى التعبير عن مشاعرهم أو أفكارهم وما يدور في داخلهم من أحاسيس عبر كتابة الشعر بأنواعه، وقد انقسم الباحثون إلى قسمين: بعضهم يعد كتابة الشعر موهبة تخلق مع الإنسان ومع إحاطته بقواعد كتابة الشعر يمكنه أن يصبح شاعرًا مهمًا، والقسم الثاني يرى أن كتابة الشعر يمكن أن تكون أمرًا مكتسبًا يتعلّم الإنسان أصوله وقواعده ليصبح شاعرًا، وإذا كنت من محبي كتابة الشعر ولكنك متردّد لشعورك بأنّ الأمر صعب، أو لأنّك لا تمتلك الإلهام والتجربة التي تمكّنك من البدء بالكتابة، تفضّل بإكمال قراءة هذا المقال الذي سيعطيك بعض النصائح لكي تبدأ بكتابة الشعر.^[١]

كيف تكتب الشعر؟

هناك خطوات معينة وهيكلًا يمكن اتباعه لكي تخرج بعمل شعري يمكنك عرضه على الآخرين، والنقاط الآتية تلخص ذلك:^[٢]

• القراءة المستمرة: الخطوة الأولى لكتابة الشعر هي القراءة كثيرًا، لأن القراءة المستمرة لمختلف الأنواع الشعرية ستزيد من الحصيلة اللغوية لديك، إلى جانب ذلك ستعتاد الأذن على موسيقا الشعر المتكررة في مختلف الأنواع، كما يُنصح بأخذ اقتباسات من الأشعار والاحتفاظ بها وقراءتها من فترة إلى أخرى.
• الاستماع إلى الشعر: الاستماع المستمر إلى الشعر يُدخل الشخص في جو الشعر وموسيقاه بطريقة مختلفة عن القراءة، فالاستماع يجعل المتلقي أكثر التقاطًا لمواضع الفصل والوصل، والحركات والسكنات، كما أنه يوضح بشكل أكثر جمال النص الشعري خاصة عندما يستمع الشخص إلى شعراء مجيدين مثل: محمود درويش، ونزار قباني، أو لأشخاص يلقون القصائد بشكل احترافيّ.
• القراءة عن الشعر: من المهم القراءة عن بحور الشعر العربية، وعن الاختلافات بين أنواع الشعر، فالشعر العمودي مختلف عن شعر التفعيلة أو الشعر الحر، وكلاهما مختلفان عن النثر الشعري وهكذا، ويُنصح أيضًا بدراسة القواعد الخاصة بالنمط الشعري الذي اخترته فإذا اختار الشخص الشعر العمودي مثلًا عليه أن يعرف مفاتيح بحور الشعر العربية وأوزانها، وتعد قراءة الشعر، والاستماع إليه والقراءة عنه خطوات تمهيدية وأساسية لبدء كتابة الشعر -وذلك كما ذكر سابقاً-.
• البدء بالكتابة: عندما يبدأ الشخص في كتابة الشعر يمكنه أن يتخيل قصة معينة مرتبطة بمشاعره وعواطفه، أو قصة لها هدف أو فكرة يريد إيصالها إلى المتلقي، أو موقفًا معينًا خاطفًا لفته، وبعدها يبدأ بكتابة ما يدور في خلده من مشاعر وأحاسيس ويفرّغ كل الكلمات على الورق، ثم يأخذ من هذه الكلمات ما يصلح أن يكون سطرًا يبدأ به أول بيت من أبيات القصيدة، ويُنصح بإفراغ كل ما في العقل والوجدان على الورق وترك التعديل لاحقًا، كما يُنصح بالبدء بنص شعري قصير حتى تتمكن من النظم بشكل جيد، وتذكر بأن النص القصير الذي يحتوي كلامًا موزونًا مقفى بمعنى أفضل من النص الطويل الذي يتباهى صاحبه فيه ولكنه مليء بالأخطاء على مستوى النظم والمعنى فلا تغترّ بالعدد.
• العناية بالصور الفنية والمحسنات البديعية والخيال: من أهم ما يميز الشعر اللغة الأدبية، والصور الفنية والخيال، والمحسنات اللفظية والمعنوية كالطباق والسجع والجناس والتورية، فمن غير الممكن أن تكتب الشعر دون أن توظف صورًا فنية داخل النص الشعري، لذلك بعد كتابة النص الشعري تأكد من عنايتك بكل ما سبق من غير إفراط يطغى على المعنى، ويضيّع الفكرة.
• التواصل مع الشعراء: للشعراء ذائقة فنية ستساعد المبتدئين، لذلك يُنصح بالتواصل معهم وعرض النصوص الشعرية عليهم والاستفادة من ملاحظاتهم، كما يُنصح بالالتحاق بالتجمعات الشعرية والندوات الأدبية التي تُعقد بشكل دوري بين الشعراء والمهتمين بالشعر، فالمناخ الشعري مهم أيضًا لتطوير الذائقة والمهارة الشعرية.

قواعد عامة لكتابة الشعر

هناك مجموعة من القواعد العامة التي ستساعدك للبدء بالكتابة، وفيما يلي توضيح لأهم خطوات كتابة الشعر:^[٣]

• امتلاك الرغبة: لكي يكتب الكاتب قصيدة يجب أن يتحلى بمجموعة من الصفات كالرغبة ويُقصد بها الدافع الذي يدفعه للكتابة، وحبّ الإبداع والتحلّي بالثقة لأنّ افتقاد الكاتب للثقة يشتت أفكاره، ولا بد من وجود وقت محدد للكتابة، ويُنصح بأن يشحن الكاتب نفسه قبل الكتابة مباشرة بمشاعر معينة، وقد يأتي ذلك بعد مشاهدة فيلم معين، أو التعرّض لموقف ما.
• استدعاء الفكرة: تأتي الفكرة بسبب ما يجول في النفس من مشاعر وأحاسيس، وبعض الدارسين ينصحون بكتابة الفكرة كاملة، لكنّ آخرين يرون أنّ هذا ليس شرطًا فقد تبدأ بوقت وتكمل في وقت آخر المهم هو استدعاء الفكرة الرئيسية.
• تحديد الوزن والقافية: ينبغي تحديد الوزن الذي ستكتب عليه القصيدة، وإن كان الأصل أن القصيدة يجب أن تخرج من الكاتب دون تخطيط، ولكن مما يساعد على الكتابة الموزونة بعد دراسة البحر كثرة القراءة على البحر نفسه، فإذا أردت الكتابة على البحر الطويل اقرأ كثيرًا واحفظ قصائد على البحر نفسه حتى تشعر بأن البحر أصبح نغمة تتردد في أذنك، وعند قراءتك للقصائد حاول تغيير بعض الكلمات بنفسك لتعطي المعنى نفسه دون كسر وزن البيت، لأنّ هذا يعطي الكاتب ليونة ومرونة كما يثري حصيلته اللغوية، أمّا عن القافية فغالبًا ما تخرج دون إعداد، ولكن للمبتدئين حاول كتابة المطلع بنفسك حتى يكتمل وزنه وتتضح قافيته، وابحث بعدها عن أي قصيدة على الوزن نفسه واقتبس منها القوافي ثم نقحها عبر اختيار ما يناسب فكرتك.
• المحاكاة: محاكاة بعض القصائد سيفيدك في البدايات، إذ يُستحسن أن تحضر قصيدة على نفس البحر الذي ترغب في الكتابة عليه وتبدأ ببداية مماثلة لها يمكنك أن تبدأ بالشطر الأول كاملًا ويكون الشطر الثاني من تأليفك، أو بعمل تعديلات خفيفة على البيت، وتجتهد وتكمل، مستفيدًا مما تعلمته في علم العروض من معلومات حول الوزن والقافية والزحاف والعلل، وقد سبقت الإشارة من قبل إلى أن الإحاطة بمعلومات عن الشعر من أساسيات كتابة الشعر.

نصيحة إضافية لكتابة الشعر

يُنصح باختيار موضوع معين عند كتابة الشعر وإجراء العصف الذهني بعد ذلك، والذي يتمّ من خلال اختيار الموضوع في البداية، ومن الموضوعات المقترحة المواضيع العاطفية المتعلقة بالشاعر، مثل الحب أو الخوف أو الندم، ثم كتابة نص شعري عن شخص حقيقي أو خيالي أو مكان حقيقي أو خيالي، أو عن شعور معين مثل القبول أو الرفض،.. إلخ، وبعد اختيار الموضوع ضع دائرة واكتب الموضوع بداخلها وفرع منه كل الأفكار والكلمات التي تخطر على بالك، لأنّ هذه الطريقة (طريقة العصف الذهني) ستساعدك كثيرًا، وابدأ بعدها بكتابة السطر الأول وأكمل، وأثناء كتابتك كن حريصاً على الابتعاد عن العبارات المستهلكة. تبقى الإشارة إلى أن القصيدة الأولى لأي شخص لن تكون مثالية وهذا أمر طبيعي، فالبدايات دائمًا خطوة على طريق الاحتراف أو النجاح، لذلك يجب عدم الانشغال كثيرًا بفكرة المثالية، والاستمتاع بالتجربة، وتكرار المحاولات، وترك الأمر للتدريب المستمر والوقت.^[٤]

وفيما يأتي توضيح لبعض العناوين المشابهة وذات صلة بعنوان المقال:

• كيفية كتابة شعر حر.
• كيف تكتب شعر رثاء؟
• كيف تكتب شعراً غنائياً؟