هل تساءلت يوماً عن السبب الذي يجعل خطابات بعض الشخصيات العامة كرؤساء الدول، أو السياسيين خطابات مؤثّرة لا تنسى؟، أو حتى بعض الشخصيّات الموجودة حولك، كخطاب مدير في الشركة التي تعمل فيها، أو ذلك الطالب الذي ألقى كلمة التخرّج على مسمع الحفل؟ لا شكّ أنّ ذلك كان نتيجة لجهد مبذول ولم يأتِ محض الصدفة، فكتابة الخطاب وإلقائه صناعة تحتاج إلى اتّباع بعض الأسس أثناء كتابته، وإلقائه، وفيما يلي دليل القارئ لكتابة أحد هذه الخطابات المؤثّرة.


قبل البدء بكتابة الخطاب

عليك القيام بعدّة أمور قبل البدء بكتابة خطاب وهي كالآتي:

  • معرفة جمهورك: تُعد هذه الخطوة من أهم الخطوات التي يجب عليك القيام بها قبل التوجّه إلى جمهورك بخطاب، إذ عليك أن تعرف مَن هو جمهورك، وحدود معرفته بما ستلقيه، لتحدّد مدى إلمامه بالمصطلحات والأفكار التي ستوجهها له، وبالتالي طريقة عرضك لهذه المعلومات، فهل سيكون ذلك مبسّطاًً تحتاج فيه إلى توضيح كلّ مصطلح من المصطلحات قبل البدء بطرح الأفكار، أم سلساً ستكون فيه على تواصل معهم، كما ستفدك معرفة جمهورك في تحديد الطريقة المُثلى التي ستعرض فيها الخطاب، لذا من المهم جداً معرفة طبيعة جمهورك بطرح مجموعة من الأسئلة مثل: ماذا يريد هذا الجمهور؟ ما الذي يتوقعونه منّي؟ قبل أيّ شيء.
  • البحث حول الموضوع: عليك البحث جيّداًً حول موضوع خطابك في المصادر الورقيّة كالكتب والمجلات وغيرها، أو الإلكترونية، لتكون على دراية تامّة تجعلك مستعدّاً لأيّ سؤال قد يوجّه إليك مثلاً، بالإضافة إلى أنّ ذلك سيزيد من مصداقيّتك لدى الجمهور.
  • عمل مخطط: ارسم مخططاً تفصيلياً لشكل الخطاب، وما ستتناوله فيه من أفكار، وطريقة إنهائه.


عند كتابة الخطاب

للبدء في كتابة خطابك اتّبع ما يأتي: [١][٢]

  • اختيار بداية جذّابة: كما كلّ شيء فإن البدايات هي ما يترتب عليه الآتي، لذا احرص على أن تبدأ خطابك بجمل جاذبة لتشدّ انتباه الجمهور، وتتجنّب إشعاره بالملل ممّا يسبب انصرافه عن خطابك، ولكل خطاب نوع خاص من الجمل يتناسب وطبيعته، فقد تكون الفكاهة هي بداية موفقة لبعض الخطابات، فيما قد يكون إلقاء دراسة علمية حديثة، أو حقيقة صادمة، أو جملة مؤثرة بداية أنسب لخطابات أخرى.
  • ربط موضوعك بقضية أكبّر: امنح خطابك أهمية إضافية بربطه بقضية أكبر من مجال حدود الغرفة التي تقف فيها أثناء إلقائه، فإن كنت تتحدّث عن البطالة في دولتك مثلاً، فاربطها بأفكار حول هذه المشكلة في العالم أجمع، ودعّم ذلك بالإحصائيات والدراسات.
  • ترتيب الأفكار بمنطقيّة: احرص على الانتقال من فكرة إلى أخرى بمنطقيّة وسلاسة؛ وذلك لكون الخطاب نوع شفويّ من النصوص التي يصعُب تتبّع الأفكار المعقّدة خلاله، فعلى عكس المادة المقروءة التي يمكن للقارئ قراءتها أكثر من مرة إن صعُبت عليه فهم فكرة ما، يأتي الخطاب الذي يجب أن يُكتب بلغة سهلة تُراعي تبسيط الأفكار للمستمع قدر الإمكان، ويُنصح بإفراد فقرة كاملة لكل فكرة من الأفكار للحديث عنها وتوضيحها.
  • تقديم الملخّصات: إن كنت ترغب بأن يكون خطابك خطاباً مؤثّراًً، وراسخاً في الذهن لفترة طويلة فاحرص على تقديم ملخصات للجمهور بين فترة وأخرى أثناء إلقائك للخطاب، توجز فيه الأفكار التي طرحتها قبل ذلك، ولا تنتظر للنهاية لتقدّم ذلك الملخّص.
  • الختام: لكلّ شخص طريقته الخاصة في ختام الخطاب، إلّا أنّنا ننصحك باتّباع طريقة (الدعوة لاتّخاذ الإجراء)، أو ما يسمّى بـ (call to action) لختامه، وهو طلب رد فعل عملي من جمهورك بعد إلقائك لخطاب يُفترض أنّه أثار حماستهم، وأثّر فيهم لدرجة تجعلهم يرغبون في الدعم أو المساعدة في قضيّتك، ويكون ذلك بإرشادهم إلى الأماكن أو المصادر التي تدعم هذه القضيّة، أو عناوين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تُعنى بها.


بعد الانتهاء من كتابة الخطاب

بعد الفروغ من كتابة خطابك احرص على ما يأتي:

  • التأكّد من سلامة اللغة: عليك تنقيح الخطاب والتأكّد من سلامة كل ما ورد فيه من أفكار، وخلوّها من الأخطاء الطباعية والإملائية، واللغوية.
  • إلقاء الخطاب بطريقتك: ألقِ الخطاب بأسلوبك، وشاركه لثلّة قليلة ممّن تثق بهم، واستمع لرأيهم، واعمل على تعديل الخطاب وفقاً لملاحظاتهم إن ثبتت صحّتها.


وفيما يأتي توضيح لبعض العناوين المشابهة وذات صلة بعنوان المقال:

المراجع

  1. "How to Write a Speech", wikihow, 30/11/2020, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  2. "How to Write a Speech to Engage your Audience", virtualspeech, Retrieved 30/9/2021. Edited.