تنقسم الكتابة إلى نوعين: هي الكتابة الوظيفية وهي الكتابة التي تؤدّي وظيفة في حياة الفرد والجماعة لغاية الفهم مثل كتابة الرسائل، والبرقيات، والإعلانات، وكتابة التقارير، وهناك أيضًا الكتابة الإبداعية وهي الكتابة التي تهدف إلى الترجمة والإفصاح عن الأفكار والمشاعر الداخلية والأحاسيس والانفعالات وإيصالها إلى الآخرين بأسلوب أدبي للتأثير في نفوس السامعين والقارئين، ومن الأمثلة عليها فن القصة، والرواية، والقصائد، والسير، والمذكرات الشخصية، والخواطر القصيرة، والطويلة، وهذا المقال سيجيب عن تساؤل واحد حول كيفية كتابة خاطرة للمبتدئين.[١]


كيفية كتابة خاطرة للمبتدئين

تُعرّف الخاطرة على أنها تعبير عن مكنونات النفس، وما يجول فيها من صراعات ومشاعر (حب أو حزن أو فرح أو ألم أو سعادة)، وهي من فنون النثر الأدبي، ومثلها مثل أي فن من فنون الكتابة الإبداعية الأدبية تكثر فيها الصور الفنية، والتشبيهات، والاستعارات، والكنايات، ولكتابة خاطرة هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن اتّباعها في البدايات وشروط كتابة الخاطرة:[٢]

  • اختيار عنوان مناسب: يجب أن يعبر عنوان الخاطرة عن موضوعها، فإذا كان البوح عن الغربة مثلًا لا يمكن أن يختار الكاتب عنوانًا يوحي بمعان أخرى.
  • كتابة بدايةٍ جاذبةٍ: بداية الخاطرة يجب أن تكون جاذبة لكي يتمكّن القارئ من إكمال قراءة الخاطرة، إذ إنّ عامل جب القارئ وإبهاره هو الأساس عند كتابة الخواطر.
  • التعمق في الموضوع: الخاطرة ليست وصفًا دقيقًا، ونقلًا حرفيًا للواقع المعاش، إذ إنّ تقديمها بهذا الشكل يجعلها ضعيفة مملة، وهنا لا بد من إسقاط الخيال الخصب على الخاطرة وتوظيف اللغة الإبداعية المبتكرة.
  • تقسيم الخاطرة: تأخذ الخاطرة شكل الفقرات المتسلسلة بحيث تبدأ بالمقدمة، ثم العرض، وتنتهي بالخاتمة.
  • مراعاة هدف الخاطرة: إذا كان الهدف من كتابة الخاطرة هو البوح عن موضوع معين مثل الفرح، أو السعادة في لحظة معينة يختارها الكاتب، فيجب أن يركز الكاتب على الفكرة ولا يشذ عنها سواءً في المفردات أم الأحداث.
  • الانتباه إلى حدود الخاطرة: عند كتابة الخاطرة يجب الانتباه إلى عدم الخلط بينها وبين الشعر الحر أو القصيدة النثرية.
  • توظيف المجاز: من تعريفات المجاز أنه انزياح عن المستوى المباشر في الخطاب إلى استخدام الصور، والتشبيهات، والمحسنات البديعية اللفظية والمعنوية، في حدود تجمّل النص ولا تفسد المعنى


أمور يجب الابتعاد عنها عند كتابة الخاطرة

عند كتابة خاطرة ينصح بتجنب بعض الأمور التي تضعف بنية الخاطرة وتجعلها ركيكة وتلخصها النقاط الآتية:[٢]

  • تجنب التكرار: إن إعادة اللفظ الذي يحمل المعنى نفسه والشعور نفسه أكثر من مرة يضعف الخاطرة ويصيب القارئ بالملل.
  • تجنب اللبس: يُنصح بتجنب الكلمات المبهمة التي تضع القارئ أمام احتمالات كثيرة لمعنى اللفظ، والابتعاد عن الأسلوب الركيك أوالمعقّد.
  • تجنب الأخطاء الإملائية واللغوية: من المهم التأكّد من سلامة الخاطرة من الأخطاء الإملائية واللغوية، مثل: كتابة همزة الوصل قطع، أو عدم الانتباه إلى حذف ياء الاسم المنقوص في بعض المواقع وغيرها، كما يُنصَح بعرض الخاطرة على متخصّص في التدقيق اللغويّ إذا لم تكن عند الكاتب الدّراية الكاملة بالقواعد.
  • عدم الإغراق في الخيال: صحيح أن الكتابة الأدبية الإبداعية تعتمد على الخيال إلى حدّ ما، ولكن ليس إلى حد يفصل فيه القارئ النصَ عن الواقع.


نموذج خاطرة بعنوان ( مشاعر تحت المظلة)

بعد فصل أورث الجفاف في القلوب، والتعب من أيامه الحارة، يأتي المطر هدية من السماء، وتعويضًا عن صبر قد طال، ليروي القلوب المتعبة، والأجساد التي أرهقها الانتظار، ومع أول قطرات من الغيوم الحبلى بالفرح تنتشي الأرواح، كي تلامس سعادات جديدة مخبأة مع كل قطرة، ولكلٍ حكاية مع المطر، فهناك من يستبشر بقدومه، وهناك من يحزن فيه ويتبع قول السياب "أتعلمين أي حزن يبعث المطر" فمعنى المطر عند هؤلاء أحزان متتابعة، وجروح متجددة، وأيًا كانت المشاعر التي يثيرها قدوم المطر تبقى له مكانة في القلوب، ويبقى فصل المشاعر والذكريات بلا منازع.


نصيحة أخيرة

لتطوير الحصيلة اللغوية يُنصح بقراءة الكتب الأدبية التي تتلاقى موضوعاتها مع اهتمامات الكاتب، كما يُنصح بتصفح المعاجم اللغوية لزيادة الحصيلة اللغوية، إلى جانب ذلك لا يُنصح بإضافة كلمات لمجرد إطالة الخاطرة فالخاطرة من فنون الكتابة التي تتميز بالقصر في الأساس، وبشكل عام سيكشف القارئ مواضع الإطالة لمجرد زيادة عدد الكلمات الأمر الذي سيضعف من قوة الخاطرة.[٣]


المراجع

  1. إبراهيم ربابعة (9/4/2016)، "أنواع الكتابة وأهدافها وأبعادها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28/8/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عز الدين إسماعيل، الأدب وفنونه دراسة ونقد، صفحة 168. بتصرّف.
  3. MasterClass staff (23/8/2021), " 8 Tips for Improving Your Writing Style", www.masterclass.com, Retrieved 28/8/2021. Edited.