كيفية كتابة مشهد مسرحي

يُعدّ المشهد المسرحي الهيكل الأساسي لقصة المسرحية كاملة، فالمسرحية ما هي إلّا مجموعة متكاملة من المشاهد المتلاحقة التي يكمّل أحدها الآخر، والمشهد بحد ذاته شيء منفصل له بداية ونهاية خاصة به، وبغض النظر عن طبيعة العمل المسرحي الذي ستقدمه لا بدّ أن يحتوي المشهد على شخصيات، وأحداث، وإعدادات خاصة به تحدث في مكان وزمان محدّدين، ولأنّ مجموعة المشاهد هي الأجزاء الفريدة التي ستكوّن عملك المسرحي بالنهاية، والتي إذا نُفّذت بالطريقة الصحيحة ستجعل عملك يُقدم بشكل رائع، لا بدّ لك من الإلمام بالعديد من الأمور الخاصة بطريقة كتابة المشهد، وترتيب وتنسيق المشاهد جميعها في هذا العمل قبل أن تبدأ بالكتابة، وهو الأمر الذي كُتب لأجله هذا المقال.^[١]

كيف تكتب المشهد المسرحي؟

جد فكرة المشهد

بداية عليك أن تجد فكرة المشهد، وتعرف ما يضيفه إلى المسرحية كاملة، وما يجب أن يحققه وما يجب أن يقوله هذا المشهد، إذ إنّ المشهد يجب أن يكون مثل قصة صغيرة داخل المسرحية الكبيرة، كما يجب أن يضيف للجمهور والمتابعين شيئاً عند نهايته، فمن الممكن أن يحتوي المشهد مثلاً على توتر ما، أو مؤامرات جديدة، أو يُظهر صفات جديدة في شخصية معينة، أو كيف تغيرت إحدى الشخصيات، أو حكمة وموعظة.^[٢]

حدّد الشخصيات المناسبة

عليك تحديد الشخصيات التي تحتاجها في مشهدك، وبمجرد أن تقرّر هدف المشهد ستعرف من هي الشخصيات التي يجب أن تمثّل فيه، فمثلاً في مسرحية روميو وجولييت في مشهد الشرفة تحديداً لم يكن لوجود الراهب لورانس هدف مع أنه من الشخصيات المهمة في المسرحية، ولا تظن أنّ عدد الجمل التي تقولها الشخصية هي محور نجاحها، فإن كانت الشخصية حزينة مثلاً وجملها قليلة سوف تلاحظ أنها تجلس هادئة وحزينة، أو قليلة الكلام على خشبة المسرح، وهنا تكون الشخصية هي التي عبّرت عن الموقف عوضاً عن الجمل.^[٣]

جد الخلفية المثالية للمشهد

حاول إيجاد مكان مثير للفضول من أجل المشهد، كشيء يشد المشاهد ولا يمكنه إنكاره، ولتحصل على أفضل النتائج حاول معرفة البيئة الأكثر ملائمة للمشهد، والتي من الممكن أن تعرض موضوع المشهد بنجاح، وفي الكثير من الأحيان تمنح البيئة التي تختارها مواضيع مناقشة لشخصياتك، فمثلاً في مسرحية هاملت العالمية -للكاتب وليام شكسبير- وتحديداً في مشهد رؤية هاملت لشبح والده على سور القلعة كانت كل العناصر التي تحدّث عنها الكاتب داعمة لموقفه، وأعطته قوة كبيرة جعلت المشهد أقرب للمشاهد.^[٤]

ابدأ قصتك بطريقة مشوّقة

ابدأ المشهد بشيء مفاجئ، فهدفك هنا هو جذب اهتمام المشاهد إلى المشهد فوراً، ويمكنك تصوّر أكثر من بداية للمشهد، فمن الممكن أن يبدأ المشهد بشجار عنيف، أو بجريمة قتل، أو بمشهد خيالي، لذا حضّر العديد من البدايات في مخيلتك، ثم ابدأ بدفع الأحداث إلى الأمام.^[٥]

حدّد الوقت الذي يدور فيه المشهد

تحتاج هنا إلى إيصال زمن وقوع المشهد للمشاهد سواء كان من خلال الملابس، أو من خلال خلفية المشهد، أو الحوارات، أو المعدات، فملابس المحاربين القدماء مثلاً توحي للمشاهد أنّ المشهد من الزمن القديم، واللكنة البدوية مثلا تجعله يعلم أن المشهد في الصحراء، والهواتف المحمولة والإنترنت من العصر الحديث وهكذا.^[٦]

اصنع حوارك

الحوار هو أحد أهم العناصر التي توجّه مشهدك إلى الطريق الصحيح، وتعطيه القوة والترابط مع باقي المسرحية، فاحرص على خلق حوار مناسب يدفع الأحداث إلى الأمام، ولا تعتمد في حوارك على حشوه بوجهات النظر الفلسفيّة بكثرة، فهذا النوع من النصوص مكانه الكتب وليس المسارح، ولا تنسَ أنّ لكلّ شخصية ما يناسبها من الحوار الذي تتميز به، وكيف يطوّر ذلك من الشخصية ذاتها، فمثلا الشخصية الكئيبة لا يمكنها أن تكون كثيرة الضحك والدعابة في حوارها، والشخصية الجدية والشديدة لا يمكنها أن تتحدث بنبرة الأطفال أو بنبرة متساهلة.^[٧]

وظف العناصر التقنية في المشهد

يتضمن ذلك العديد من المعاني مثل الأزياء، والإضاءة، وخلفية المشهد، واحرص على كيفية توظيف المعدات في دعم خلفية المشهد.^[٨]

اكتب وعدّل

بعد كتابة مسودتك الأولى من النص، والتي تتضمّن فكرته، والأحداث، والشخصيات، والحوار، ووصف للإعدادات الخاصة على مسودّة حان الوقت الآن لقراءة النص مرة أخرى وإجراء التعديلات اللازمة عليه، فقد تلاحظ أن حوارك خال من الأبعاد، ولا يحوي المتعة والتشويق اللازمين، فعليك إذن إعادة صياغة حوارك بطريقة طبيعية أكثر مراعياً طريقة كلام الناس في الحياة الطبيعية وطبيعة الشخصيات، كما أنّ المعدات والإضاءة لهما دور كبير جداً في جعل المشهد يبدو حقيقياً، فاحرص عليهما.^[٩]

وفيما يأتي بعض العناوين المشابهة وذات صلة بعنوان المقال:

كيف تكتب نصاً مسرحياً؟

كيف أكتب مسرحية؟