كيفية كتابة مسرحية قصيرة

طريقة كتابة مسرحية قصيرة

المسرحية القصيرة تكون عادةً ذات هيكلٍ بسيط للغاية، بحيث تتكون من فصل واحد فقط أو فصلين، وتنتهي خلال مدة زمنية قصيرة، ولكتابة مسرحية قصيرة يجب توفر جميع عناصر المسرحية، والقيام بمجموعة من الخطوات الأساسية، وذلك كالآتي:

عناصر المسرحية القصيرة

يوجد مجموعة من العناصر التي يجب توفرها في أي مسرحية يتم كتابتها، سواء كانت مسرحية طويلة أو قصيرة، حيث تتكامل هذه العناصر مع بعضها البعض لإيصال فكرة معينة لقارئ المسرحية أو مشاهدها، وفيما يأتي شرح مبسط لهذه العناصر:^[١][٢]

نوع المسرحية

يجب أولًا تحديد نوع المسرحية القصيرة، هل هي مسرحية كوميدية، أو مسرحية رومانسية، أو مسرحية اجتماعية، أو مسرحية تراجيدية، أو موسيقية، أو أي نوع آخر يريده الكاتب من أنواع المسرحيات العديدة، وتحديد الحدث الأساسي الذي تدور حوله أحداث المسرحية القصيرة ككل، والذي تتطور الشخصيات بناءً عليه، كحل لغز معين، أو الانتقال من الطفولة البسيطة إلى حياة الكبار الصعبة، أو التغلب على العقبات لتحقيق هدف معين، وهكذا.

الشخصيات

يجب تحديد جميع الشخصيات التي تقوم عليها المسرحية القصيرة، والتي تدور حولها جميع الأحداث، فالشخصيات هي أهم عناصر المسرحية، سواء كانت شخصيات واقعية أو شخصيات خيالية، ويجب تحديد دور كل شخصية، وكيف ستتطور وتنمو خلال أحداث المسرحية، وشكلها العام واسمها أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن الشخصيات تقسم إلى قسمين، وهي:

• الشخصيات الرئيسية: هي الشخصيات الأساسية والمركزية في المسرحية، والتي تكون موجودة من بداية المسرحية إلى نهايتها، حيث تنمو هذه الشخصيات مع تطور أحداث المسرحية، ويشار إلى أن أبطال المسرحية هم الشخصيات الرئيسية الأكثر بروزًا فيها.
• الشخصيات الثانوية: هي الشخصيات الفرعية المساندة للشخصيات الرئيسية، وقد تظهر هذه الشخصيات في مشهد واحد فقط، على سبيل المثال، عند وجود الشخصية الرئيسية في غرفة الانتظار في عيادة الطبيب، تتواجد الشخصيات الثانوية كأناس يجلسون في نفس الغرفة، وربما يجري حوار بسيط بينهم وبين الشخصية الرئيسية.

مكان حدوث القصة

يجب تحديد المكان الذي تجري فيه أحداث المسرحية ووصفه بدقة، على سبيل المثال، يحدد الكاتب أن أحداث الفصل الأول من مسرحيته تحدث في كوخ قديم متهالك في قرية صغيرة بعيدة عن المدينة، أو في غرفة الانتظار في عيادة طبيب العظام، وهكذا.

وقت حدوث القصة

يجب تحديد الزمان أو الوقت الذي تجري فيه أحداث المسرحية، والاهتمام بالتفاصيل المرتبطة بهذا الوقت، على سبيل المثال، إذا حدد الكاتب أن الوقت الذي تحدث فيه القصة هو في الثمانينات، فإن الشخصيات يجب أن تستخدم الهاتف الأرضي وليس الهاتف المحول مثلًا، وغيرها من التفاصيل الدقيقة، وأيضًا يجب تحديد وقت تمثيل المسرحية، على سبيل المثال يحدد الكاتب أن المسرحية القصيرة يجب أن تنتهي في غضون ربع ساعة عند عرضها على المسرح ومشاهدتها من قبل الجمهور.

الحوار واللغة

الحوار هو الحديث الذي يجري بسن شخصيات المسرحية، وهو من أهم عناصرها، حيث تعتمد المسرحيات بشكل أساسي على الشخصيات، وعلى الحوار الذي يجري بينها لتوضيح تطور الأحداث، خاصةً أن تمثيلها يحدث على خشبة المسرح الصغيرة والمحدودة، ولذلك فهو يعد عنصرًا أساسيًا من عناصر المسرحية، ومن الجدير بالذكر أن الحوار يجب أن يكون واضحًا وسلسًا، وعفويًا قدر الإمكان، ويجب أيضًا تحديد لغة المسرحية، على سبيل المثال، يتم تحديد هل هي عربية فصحى أم عامية، أم لغة شعرية، أم نثرية، وهكذا.

حبكة المسرحية

يجب أن تمر أي مسرحية بثلاث مراحل أساسية، وهي مرحلة عرض المشكلة، ثم مرحلة تطور الأحداث وظهور الحبكة الرئيسية وتعقد الأمور وظهور المشكلات الرئيسية وهكذا، والمرحلة الأخيرة هي مرحلة النهاية التي يجري فيها حل العقدة وظهور الناتج، وما إلى ذلك.



يجب على كاتب المسرحية أن يحدد كل التفاصيل المتعلقة بها، فيحدد الشخصيات والحوار الذي يجري بينها وبأي لغة سيجري؛ ومن يقول، أو ماذا يفعل، ومتى، وكيف، بالإضافة إلى وصف معدات المسرح، مثل الخلفيات، والإضاءة، والدعائم، وما إلى ذلك.



خطوات كتابة المسرحية القصيرة

فيما يأتي شرح لأهم الخطوات التي يجب على الكاتب اتباعها عند كتابة المسرحية القصيرة الخاصة به:^[٣][٤][١]

قراءة ومشاهدة المسرحيات القصيرة

إن أول خطوة يجب على الكاتب القيام بها هي قراءة ومشاهدة العديد من المسرحيات القصيرة، ليتعلم من أسلوب كاتبها، ويحصل على الإلهام اللازم لكتابة مسرحيته الخاصة.

تحديد موضوع ونوع المسرحية القصيرة

يجب على الكاتب تحديد الموضوع الذي تدور حوله أحداث المسرحية، ونوعها؛ هل هي كوميدية أم اجتماعية أم تراجيدية وهكذا، وتحديد كيفية نمو الشخصيات فيها، وما هو الهدف الذي يريد أن يصل إليه، وما هي الدروس والعبر التي يجب أن يصل إليها الجمهور بعد مشاهدتها.

وضع حبكة المسرحية

أي تحديد المراحل الثلاثة للقصة المسرحية، وكيف ستتطور الأحداث فيها من البداية مرورًا بالعقدة، وحتى النهاية عندما يتم تفكيك العقدة وحل المشكلات وهكذا، وتسمى هذه المراحل الثلاثة؛ بمرحلة بداية الأحداث، ثم مرحلة التصاعد، ثم مرحلة انحلال العقدة.

العمل على الشخصيات

يجب وضع الشخصيات الرئيسية في المسرحية، ما هو أبرز مميزاتهم الشكلية والسلوكية، وكيف ستنمو كل شخصية خلال أحداث المسرحية، ووضع الشخصيات الفرعية المساندة لها حسب ما تقتضيه أحداث المسرحية، ويجب توضيح العلاقة بين الشخصيات، كوجود علاقة عداوة بين البطل (شخصية رئيسية) وعدوه (شخصية فرعية) وعلام يدور الصراع بينهما.

تحديد مكان وزمان حدوث المسرحية

يجب على الكاتب تحديد مكان وزمان حدوث المسرحية، ويجب أن يتلاءم ذلك مع خشبة المسرح، فلا يمكن جعل المكان ساحة معركة، لأن المسرح لن يتسع لمثل هذا الحدث، إلا إذا تم الاستعانة بالمؤثرات الصوتية فقط دون عرض الصورة، ويجب أن يفكر عند تغيير المكان فيما إذا كان الوقت يسمح بتغير الديكور ليتناسب مع التغيير الحاصل في القصة، وهكذا، وأيضًا يجب جعل الديكورات تتناسب مع زمان حدوث المسرحية، بحيث توصله بدقة للجمهور، ويشمل ذلك كل من الخلفيات، والأزياء، والحوار، والأدوات المستخدمة، وغيرها.

وضع الحوار

يجب تحديد لغة الحوار، ثم وضع كافة تفاصيل الحوار الذي يحدث بين شخصيات المسرحية الرئيسية والثانوية، من بدايتها إلى نهايتها، بحيث يكون الحوار سلًا واضحًا عفويًا، ويوضح كيفية نمو الشخصيات وتطور الأحداث في المسرحية.

وضع نهاية قوية

يجب التركيز على نهاية المسرحية بنفس طريقة التركيز على حبكتها، لتكون قوية وجاذبة للجمهور، حيث يعتمد نجاح العديد من المسرحيات على قوة نهايتها، وفي النهاية يمكن تضمين الدروس والعبر المستفادة لتصل إلى الجمهور بشكلٍ جيد، ومن الأمثلة على نهاية المسرحيات؛ حصول البطل على مراده، أو انتصاره على عدوه، وما إلى ذلك.

وضع تفاصيل العناصر الفنية

وهي التفاصيل المتعلقة بالديكور العام الذي سيتم تمثيل المسرحية فيه، وتتضمن هذه العناصر، تغييرات الأزياء، والدعائم، والإضاءة، والخلفيات، والإعدادات.

قراءة نص المسرحية وإجراء التعديلات اللازمة

بعد إنهاء جميع خطوات كتابة المسرحية القصيرة، يجب قراءتها لمعرفة نقاط الضعف فيها وإجراء التعديلات اللازمة على أي عنصر من عناصرها، فمثلًا، إذا كان الحوار متكلفًا وجامدًا، يمكن تعديله ليصبح عفويًا وطبيعيًا أكثر، ويجدر الإشارة إلى أنه يمكن للكاتب كتابة العديد من النصوص المسرحية المبدئية، وقراءتها جميعًا واختيار النص الأفضل من بينها، ليكون هو النص المعتمد لمسرحيته، ويفضل الفصل بين كل نص ونص بحيث يكتب كل واحد في وقت منفصل عن الآخر، ليستطيع الكاتب التفكير بطريقة مختلفة.

نموذج كتابة مسرحية قصيرة

فيما يأتي نموذج لمشهد مسرحي مبسط يوضح كيفية كتابة مسرحية قصيرة:^[٣]

مشهد واحد من مسرحية قصيرة

في مكتب مديرة المدرسة الثانوية بعد انتهاء دوام الطلبة في الساعة 2 بعد الظهر؛ تجلس مديرة المدرسة (سمر) على كرسيها المصنوع من الجلد وأمامها مجموعة من الأوراق المبعثرة، وهي تبحث فيها بتململ عن شيءٍ ما، وتتحدث إلى نفسها قائلة:

سمر: لماذا حياتي فوضوية هكذا دائمًا.

يدخل خالد مدرس التاريخ الجاد طويل البنية، وينظر إليها متدخلًا: ابدأي بترتيب أوراقك الداخلية أولًا.

سمر: ماذا تقصد؟ بنبرة متعجبة.

خالد: بنبرة جادة؛ لن تستطيعي ترتيب الفوضى التي على مكتبك والفوضى التي في المدرسة حتى ترتيب الفوضى الموجودة في داخل نفسك أولًا، رتبي أولويات حياتك، وافصلي مشاكلك الشخصية عن العمل، وحاولي أن تكون قدوة للطلبة وللمعلمين الذين يعملون تحت إمرتك.

سمر: أنت محق، وتنظر باتجاه أوراق، حيث تجد الورقة التي كانت تبحث عنها.

... الخ.